بدأ المئات من جنود الحرس الجمهوري اليمني ومسلحون مدنيون ، مساء الخميس 9 أغسطس 2012 ، محاصرة وزارة الدفاع في العاصمة صنعاء، وذلك على خلفية رفضهم لقرارات الرئيس الأخيرة لإعادة هيكلة القوات المسلحة، بحسب ما ذكره شهود عيان للأناضول. وتهدف القرارات التي اتخذها الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال الأيام الأخيرة إلى الحد من سيطرة نجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح وتنفيذ وعوده بإعادة هيكلة القوات المسلحة. وكانت وكالة الأنباء الرسمية سبأ قد ذكرت مساء الاثنين الماضي أن هادي أصدر قرارات بنقل قيادة بعض وحدات الحرس الجمهوري إلى قوة شكلت حديثًا تسمى قوات الحماية الرئاسية، والتي تخضع لسلطته. وتم وضع وحدات أخرى من قوات النخبة بالحرس الجمهوري، والتي تخضع لقيادة نجل الرئيس السابق العميد أحمد علي عبد الله صالح، تحت قيادة إقليمية مختلفة. وأعلن المئات من جنود اللواء الثاني مشاة التابع للحرس الجمهوري في اليمن تمردهم على قرارات الرئيس بضم اللواء إلى قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية، بحسب ما ذكرته مصادر مسؤولة في اليمن. وأكد شهود أن المئات من جنود الحرس ومسلحين مدنيين منعوا السيارات والمواطنين من الدخول إلى ساحة العرضي الواقعة أمام مقر الوزارة. وأضافت مصادر أن الجنود المحاصرين للوزارة أتوا من أبين وسط اليمن إلى أمام الوزارة للمطالبة بحقوقهم، مؤكدًا أنهم سيستمرون في الاحتجاج حتى تنفيذ مطالبهم. وأكدت مصادر أن قائد الحرس الجمهوري نجل الرئيس اليمني السابق قام بسحب 10 عربات عسكرية مساء الأربعاء من اللواء الثالث مشاة والذي صدر قرار جمهوري بضمه إلى المنطقة العسكرية الوسطى كما أكدت ذات المصادر أن قيادة الحرس رفضت نقل عدد من الدبابات التابعة للواء الثالث حرس جمهوري - الذي تم ضمه مؤخراً بقرار جمهوري ضمن ألوية الحماية الرئاسية. واتخذ الرئيس هادي مؤخرًا قرارًا بإعادة تشكيل الحرس الرئاسي ونقل بعض المعسكرات من قيادة نجل الرئيس السابق الذي يقود قوات الحرس الجمهوري الأكثر تسليحًا وتدريبًا في القوات المسلحة اليمنية. وتضمنت القرارات تحويل 7 من ألوية الحرس الجمهوري الذي يقوده نجل الرئيس السابق إلى إمرة وقيادة الرئيس أو المناطق العسكرية الجنوبية والوسطى. ونصت القرارات على إعادة تشكيل الحرس الرئاسي من 4 ألوية تتبع رئاسة الجمهورية وتتمتع باستقلالية مالية وإدارية، وتفصل جميع ممتلكاتها من الأسلحة والعتاد والعهد عن حساب الفرقة الأولى المدرعة والحرس الجمهوري، وذلك بعد أن شهدت شوارع صنعاء العام الماضي مواجهات بين القوات المنقسمة، بحسب المرسوم الرئاسي. وتسلم هادي مقاليد الرئاسة في فبراير الماضي، عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية التي خاضها مرشحًا منفردًا، في إطار اتفاق رعته الدول الخليجية المجاورة لليمن لإنهاء أشهر من الاضطرابات السياسية في البلاد. وفور تسلمه السلطة وعد هادي بتوحيد الجيش، الذي يشهد انشقاقات إبان الانتفاضة الشعبية ضد حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح ما بين مؤيد ومعارض للانتفاضة.