رفضت كل من إسرائيل وحركة حماس، الخميس 2 / 7 / 2009 تقرير منظمة العفو الدولية الذي اتهم الطرفين بارتكاب جرائم حرب خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة قبل ستة أشهر. ووصف اسحاق ليفانون المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية التقرير بالمنحاز. بينما قال سامي أبو زهري القيادي في حركة حماس إن تقرير المنظمة يساوي بين ما سماه الضحية والجلاد على حد تعبيره. وكانت منظمة العفو الدولية اسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال هجماتها على قطاع غزة كما اتهمتها بتنفيذ هجمات عشوائية مدمرة في القطاع. وذكرت "امنيستي" ان مئات المدنيين الفلسطينيين قد قتلوا بفعل اسلحة عالية الدقة فيما اطلق الرصاص على اخرين من مسافات قريبة. كما اعطى التقرير وصف جرائم حرب للصواريخ التي يطلقها فلسطينيون في قطاع غزة على مدن جنوب اسرائيل واتهم حركة حماس التي تسيطر على القطاع بانها تعرض حياة المدنيين للخطر. وفي المقابل، يقول الجيش الاسرائيلي ان تصرفاته تتفق مع القانون الدولي. وارجعت اسرائيل مقتل بعض المدنيين الى اخطاء مهنية الا انها رفضت انتقادات واسعة بانها شنت هجمات عشوائية باستخدام القوة الغير متكافئة. وتقول امنيستي ان حوالي 1400 فلسطينيا قتلوا خلال الهجمات التي استمرت لمدة 22 يوما خلال الفترة ما بين 27 / 12 / 2008 و 17 / 1 / 2009 وهي بيانات تتفق مع البيانات التي اعلنها الفلسطينيون. واشارت المنظمة الى ان من بين القتلى 99 مدنيا بينهم 30 طفلا، و 115 امرأة، ورجال شرطة غير مقاتلين. وقد قالت اسرائيل في مارس 2009 ان عدد القتلى الفلسطينيين هو 1166 بينهم 295 مدنيا غير منخرط في القتال. وتقول منظمة امنيستي انه لا يمكن اعتبار مئات حالات الوفاة بين المدنيين اضرار جانبية للصراع او وصفها بالاخطاء. واشارت الى ان الاسئلة المزعجة التي لم يتم الاجابة عنها هي لماذا قتل اطفال كانوا يلهون فوق سطوح منازلهم، ولما قتل اعضاء في الفرق الطبية خلال عملهم في على توفير الخدمات الطبية للمصابين بفعل اسلحة عالية الدقة والتي يتم تشغيلها عبر اجهزة رؤية للهدف. وتشير المنظمة ان ارواحا فقدت بسبب منع اسرائيل الجرحى من الوصول للمراكز الطبية، كما كررت ادانتها استخدام اسلحة غير دقيقة مثل قنابل الفوفسور الابيض. كما قال التقرير ان تدمير المنازل والمحلات والمباني العامة في كثير من الحالات متعمد ومنهجي ولا يمكن تبريره. وقالت دواتيلا روفيرا، التي ترأست فريق البحث الذي اعد التقرير لبي بي سي ان "ان هذه الامور حدثت بحجم ووتيرة جرائم الحرب". ويشير التقرير الى تفاصيل حالات لاناس بمن فيهم نساء واطفال لا يمثلون اي تهديد للجنود الإسرائليين، قد تعرضوا لاطلاق نار عن قرب بينما كانوا يفرون من منازلهم بحثا عن ملاجئ. واكدت امنيستي انه لم يتم العثور على ادلة ان المسلحين الفلسطينيين قد اجبروا المدنيين على البقاء في مبان استخدمت لاغراض عسكرية، مناقضة ادعاءات اسرائيلية بان حماس استخدمت المدنيين بشكل متكرر كدروع بشرية. الا ان التقرير اشار الى حماس والجماعات العسكرية الفلسطينية الاخرى قد عرضت المدنيين الفلسطينيين للخطر بعد ان اطلقت صواريخ من احياء سكنية وتحزين اسلحة في هذه الاحياء. وذكرت المنظمة ان حماس قامت في احدى المرات باطلاق صاروخ من ساحة ملحقة بمدرسة حكومية. وقد اتهمت اسرائيل حماس بشكل متكرر بالتسبب باصابات بين المدنيين مشيرة الى ان المسلحين يعملون في مبان مدرسية ومراكز صحية ومؤسسات دينية ومناطق سكنية وفي مرافق تجارية. فيما تقول امنيستي انه لا يمكن تبرير مقتل المدنيين في الحالات التي اخضعتها للدراسة بانها وقعت نتيجة لاجبار مقاتلو حماس المدنيين على البقاء في تلك المواقع لاستخدامهم كدروع بشرية. وفي المقابل، اتهمت امنيستي اسرائيل باستخدام المدنيين بمن فيهم الاطفال كدروع بشرية في غزة، عبر اجبارهم على البقاء في منازلهم التي استخدمها الجيش الاسرائيلي كمواقع عسكرية ولاستكشاف المواقع المشتبه بها كشراك. كما قالت المنظمة ان قيام المسلحين الفلسطينيين باطلاق صوارخ على جنوب اسرائيل هو عمل عشوائي ومناقض للقانون الدولي على الرغم من تسببه بشكل نادر لوقوع اصابات بين المدنيين. وقد قتل 13 اسرائيليا بمن فيهم ثلاثة مدنيين خلال العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة والتي شنته تل ابيب لوضع حد للصوايخ العابرة للحدود. (نقلاً عن شبكة بي بي سي)