قال الفنان السوري غسان مسعود، الذي يجسد شخصية الصحابي الجليل «أبو بكر الصديق» في مسلسل «عمر بن الخطاب» إنه لا يرى سببًا لكل الجدل المثار حول المسلسل منذ إعلان قناة MBC عرضه على شاشتها خلال رمضان المقبل. وقال «غسان» ل (المصري اليوم) من سوريا السبت 7 يوليو 2012 :"هناك عدد من الفتاوى أجازت تنفيذ هذا العمل، ومن ثم وافق على تجسيد شخصية الصحابي الجليل، مشيرًا إلى أن قائمة العلماء الذين أجازوه، كان على رأسهم الدكتور يوسف القرضاوي، والشيخ سليمان العودة من السعودية، إضافة إلى أسماء أخرى لعلماء كبار أجلاء معروفين بالاسم على مستوى الوطن العربي والإسلامي، لافتاً إلى أن أسماءهم موجودة لدى الجهة المنتجة للعمل، لمن يريد الاطلاع عليها، وهو ما اعتبره جوازًا شرعيًا بتنفيذ العمل، باعتباره ممثلاً وفنانًا، لا يمكن أن يشكك في فتاوى العلماء الكبار.
وأشار «غسان» إلى أنه لم يبد موافقته على الاشتراك في العمل مباشرة، بل طلب بنفسه من جهة العمل، تقديم ما يفيد جواز تنفيذه، لافتاً إلى أن الشركة المنتجة أرسلت له حلقات المسلسل، التى تتضمن كل حلقة منه على حده، أسماء العلماء الذين وافقوا على تنفيذه، مضاف إليها نصوص الفتاوى نفسها، وهو ما جعله يوافق، بعد أن اطمأن بنفسه، على ما هو مقدم عليه.
وتساءل «غسان»: «هل من المتوقع أن يزايد الفنانون على العلماء ويناقشوهم فيما هم أدرى به؟، وهل من المتوقع أن يجيز هؤلاء العلماء الأجلاء عمل ما ثم نرفضه نحن كفنانين؟»، وأضاف قائلاً: «نحن الفنانين لا حول لنا ولاقوة، وتم الهجوم علينا، رغم امتلاكنا لفتاوى دينية صحيحة بتنفيذ المسلسل، وأنا شخصياً أعتبر نفسي رجلاً مسلماً فقيراً أخذ رأي العلماء في أمر ما، وأفتوا له بجوازه».
وعن الهجوم والنقد الذي تعرض له أبطال المسلسل من قبل السلفيين في عدد من الدول العربية مثل مصر والكويت، والذين طالبوا بعدم عرض العمل، اعتبر «غسان» أن هذا شأن خاص لهذه الجماعات والأفراد، وهم أحرار في ذلك، مشيرًا إلى أن المحطات الفضائية العربية أحد أسباب هذا الهجوم، بعد أن أتاحت للجميع حق الإفتاء، بعد أن وصل عددها إلى أكثر من 700 محطة، وهو ما وصفه بقوله: «نحن في زمن الإفتاء».
بدورها ، قالت الفنانة المصرية ألفت عمر، التي تجسد من خلال المسلسل شخصية زوجة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، إنها تعجبت في البداية عندما عرضت عليها شركة الإنتاج تجسيد هذا الدور، وأشارت إلى أنها قالت لهم بالنص «وهو ده ينفع؟»، فكانت إجابة القائمين على العمل بتقديم موافقة عدد من العلماء الذين أجازوا تنفيذه، لافتة إلى أن هناك منهم أربعة علماء من السعودية، ومن هنا جاء اطمئنانها للموافقة على الاشتراك في المسلسل.
وأضافت «ألفت» ، في تصريحات للصحيفة القاهرية ، أنها شاهدت بنفسها تلك الموافقات على صفحات المسلسل أثناء قراءته، لافتة إلى أن طريقة كتابة العمل، جعلها تطمئن أكثر، بعد أن لمست بنفسها أن المسلسل يستعرض لحياة سيدنا عمر، وطريقة تعامله مع رعيته، وطريقة تصرفه في حال قيامه بظلم أحد دون أن يقصد، وطريقة تعامله مع النساء، واهتمامه بأبعد ولاية إسلامية في عهده، وهو ما اعتبرته «ألفت» دروساً هامة لكل الحكام العرب حالياً، باعتبار سيرته الذاتية قدوة لهم وللجميع، واصفة ذلك: «نحن في أشد الحاجة لمثل هذه المسلسلات الدينية حتى نتعلم منها الكثير، خاصة في ظل زيادة أعداد المسلسلات الاجتماعية، كما أننا أصبحنا في عصر من يتمسك بدينه كمن يمشي على الجمر، خاصة أن الجيل الذي سبقنا وجيلنا والجيل الذي سيأتي بعدنا يجب أن يكون له قدوة دينية يسير خلفها للوصول إلى العدل الإنساني، وهو ما سيجعلنا نعيش جميعاً في عدل مجتمعي، لذا أنا أرى أن هناك استفادة كبرى من عرض هذا العمل»
وأضافت «ألفت» قائلة إن الشركة المنتجة استعانت بالمخرج حاتم علي، ومنفذين من فرنسا وأمريكا، للوصول إلى أفضل تنفيذ للعمل، وهو ما اعتبرته دليلاً على تفهم الشركة المنتجة لأهمية المسلسل دينياً واجتماعياً، وهو جعلها على ثقة من خروج العمل بشكل يرضي الجميع، خاصة بعد الإجازات الدينية التي حصلوا عليها، كما أن كل أبطال العمل لا يوجد بتاريخهم الفني ما يشوبه من مشاهد عري أو ما شابهها، منهية حديثها: «لقد سرنا خلف العلماء واستشرنا أولي الأمر ووافقوا، ولا داعي لكل ما يحدث»
من جهته ، قال الفنان الأردني محمد المجالي، الذي سبق له تجسيد شخصية الإمام الحسين في مسلسل «الحسن والحسين» العام الماضي، والمعروف عنه تجسيده شخصيات تاريخية ودينية كثيرة خلال السنوات الأخيرة، إنه «سبق أن رفض من قبل تقديم أحد شخصيات الصحابة على الشاشة»، مبرراً ذلك بأن تجسيد شخصيات أهل البيت مثل «الحسين»، الذي سبق أن قدمها لا حرج فيها، لأنهم لم يصاحبوا الرسول، كما فعل الصحابة، وهو ما يجعل الصحابة في مرتبة دينية أعلى من آل البيت.
ونقلت (المصري اليوم) عن «المجالي»، قوله :"إن وجود فتاوى موثقة من كبار علماء الدين لدى فريق عمل مسلسل «عمر»، ترفع عنهم الحرج، خاصة إذا تأكدوا بأنفسهم من صحة تلك الفتاوى، لافتاً إلى أن هذا هو ما قام به عندما عرضت عليه الشركة المنتجة لمسلسله تجسيد شخصية «الحسين»، منهياً حديثه قائلاً: «في النهاية لكل مجتهد نصيب».