قفزت أسعار النفط الثلاثاء 30/6/2009 أكثر من اثنين بالمئة لتسجل أعلى مستوياتها منذ ثمانية أشهر وتتجاوز 73 دولارا للبرميل. وتسبب اقبال مفاجيء على شراء خام القياس الاوروبي مزيج برنت بفعل تسوية الصناديق لمراكزها في دعم السوق التي سجلت أفضل مكاسب فصلية منذ عام 1990. ومما ساهم في انتعاش الاسعار الهجمات الجديدة على منشآت نفطية في نيجيريا وزيادة اقبال المستثمرين على المخاطرة بعد ارتفاع أسواق الاسهم وتراجع الدولار الا أن بعض التجار قالوا ان تلك العوامل ثانوية مقارنة بالطلبات الهائلة المفاجئة على مزيج برنت والتي تسببت في ارتفاع معدلات السيولة بقوة خلال التداولات في الاسواق الاسيوية. وارتفعت أحجام تداول العقود الاجلة لكل من مزيج برنت والخام الامريكي الخفيف الى ما يزيد على عشرة أمثال المعدل المعتاد في التعاملات الاسيوية بينما زادت الاسعار بأكثر من 1.50 دولار في أقل من نصف الساعة وكان ذلك حوالي الساعة 0200 بتوقيت جرينتش. ومثل هذه الحركة لا تشهدها الاسواق الا في حالة الاعاصير وغيرها من الاحداث التي تسبب اضطرابات كبرى. وهدأت وتيرة ارتفاع الاسعار وكذلك أحجام التداول بصورة طفيفة لاحقا ليسجل الخام الامريكي الخفيف في عقود اغسطس ارتفاعا بواقع 1.40 دولار ويصل الى 72.89 دولار للبرميل بعد بلوغه 73.38 دولار وهو أعلى مستوى منذ ثمانية أشهر. وكان التركيز الرئيسي على خام برنت في بورصة انتركونتننتال (اي.سي. اي) اذ ارتفعت أحجام تداول العقود الاجلة تسليم اغسطس لتتجاوز 19 ألف شحنة مقابل المعدل المعتاد الذي يبلغ أقل من ألف شحنة. وصعدت الاسعار لتصل الى ذروتها عند 73.50 دولار للبرميل قبل أن تتراجع الى 72.61 دولار بزيادة قدرها 1.62 دولار للبرميل. وقال مارك بيرفان كبير محللي السلع في بنك ايه.ان.زد "ربما تكون هذه الحركة مرتبطة بانتهاء ربع العام ومحاولة المتداولين دفع الاسعار الى الارتفاع من أجل البيع قبل تسوية مراكزهم." وأضاف "لم ألحظ أي عامل محفز جديد على مستوى الاخبار." وسيصدر معهد البترول الامريكي تقريره الاسبوعي عن المخزونات الامريكية بحلول الساعة 2030 بتوقيت جرينتش ومن المقرر أن يصدر تقرير ادارة معلومات الطاقة الامريكية الاربعاء 1/7/2009 . وتتجه أسعار النفط مدعومة بآمال انتعاش الاقتصاد العالمي لتسجل ارتفاعا يقارب 50 بالمئة في الربع الثاني وهي أعلى مكاسب فصلية بالنسبة المئوية منذ عام 1990.