قفزت أسعار النفط امس الثلاثاء أكثر من اثنين بالمئة لتسجل أعلى مستوياتها منذ ثمانية أشهر وتتجاوز 73 دولارا للبرميل. وتسبب إقبال مفاجيء على شراء خام القياس الاوروبي مزيج برنت بفعل تسوية الصناديق لمراكزها في دعم السوق التي سجلت أفضل مكاسب فصلية منذ عام 1990. ومما ساهم في انتعاش الأسعار الهجمات الجديدة على منشآت نفطية في نيجيريا وزيادة إقبال المستثمرين على المخاطرة بعد ارتفاع أسواق الأسهم وتراجع الدولار إلا أن بعض التجار قالوا إن تلك العوامل ثانوية مقارنة بالطلبات الهائلة المفاجئة على مزيج برنت والتي تسببت في ارتفاع معدلات السيولة بقوة خلال التداولات في الأسواق الآسيوية. وارتفعت أحجام تداول العقود الآجلة لكل من مزيج برنت والخام الأمريكي الخفيف إلى ما يزيد على عشرة أمثال المعدل المعتاد في التعاملات الآسيوية بينما زادت الأسعار بأكثر من 1.50 دولار في أقل من نصف الساعة وكان ذلك حوالي الساعة 0200 بتوقيت جرينتش. ومثل هذه الحركة لا تشهدها الأسواق إلا في حالة الأعاصير وغيرها من الأحداث التي تسبب اضطرابات كبرى. وهدأت وتيرة ارتفاع الأسعار وكذلك أحجام التداول بصورة طفيفة لاحقا ليسجل الخام الأمريكي الخفيف في عقود اغسطس آب ارتفاعا بواقع 1.40 دولار ويصل إلى 72.89 دولار للبرميل بعد بلوغه 73.38 دولار وهو أعلى مستوى منذ ثمانية أشهر. وكان التركيز الرئيسي على خام برنت في بورصة انتركونتننتال (اي.سي. اي) إذ ارتفعت أحجام تداول العقود الآجلة تسليم اغسطس لتتجاوز 19 ألف شحنة مقابل المعدل المعتاد الذي يبلغ أقل من ألف شحنة. وصعدت الأسعار لتصل إلى ذروتها عند 73.50 دولار للبرميل قبل أن تتراجع إلى 72.61 دولار بزيادة قدرها 1.62 دولار للبرميل. وقال مارك بيرفان كبير محللي السلع في بنك إيه.ان.زد «ربما تكون هذه الحركة مرتبطة بانتهاء ربع العام ومحاولة المتداولين دفع الأسعار إلى الارتفاع من أجل البيع قبل تسوية مراكزهم.» وأضاف «لم ألحظ أي عامل محفز جديد على مستوى الأخبار.» وسيصدر معهد البترول الأمريكي تقريره الأسبوعي عن المخزونات الأمريكية بحلول الساعة 2030 بتوقيت جرينتش ومن المقرر أن يصدر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية غدا الأربعاء. وتتجه أسعار النفط مدعومة بآمال انتعاش الاقتصاد العالمي لتسجل ارتفاعا يقارب 50 بالمئة في الربع الثاني وهي أعلى مكاسب فصلية بالنسبة المئوية منذ عام 1990.