حامض، ذلك الأسلوب الفج في جمع المال الذي درجت عليه الفضائيات المتخصصة في الشعر الشعبي، في العزف على الأوتار الحساسة ودغدغة المشاعر، وإشعال النعرة القبلية التي كنا نعتقد أنها ولت من غير رجعة، لكنها عادت من خلال استغلال تلك القنوات للشعراء، ورغبتها في تسخين الفزعة القبلية ودغدغة المشاعر وإعلان حالة الاستنفار الكبرى في القبيلة لدعم الشاعر معنوياً، من خلال التصفيق في استديو المسابقة الشعرية أو من خلال -وهو الأهم -التصويت لشاعرهم عبر الرسائل القصيرة، إما تطوعاً من المتصل وإما استئجار مَن يقوم بالتصويت من أجل الحصول على أكبر عدد من المتصلين، كي ينال الشاعر البيرق في النهاية، وينال مالك القناة المال الفضائي المباح، خاصة أن دخل بعض القنوات من الرسائل القصيرة يفوق المخصص للجائزة أضعافاً مضاعفة. وفي عدم وجود تشريعات وغياب المسؤولية الاجتماعية للقائمين على تلك الفضائيات، فإن نهب الجيوب واستغلال العواطف مستمران. حلو، لو أعيد النظر في آلية المسابقة، بحيث يحصل المتسابق على الجائزة المليونية من خلال حكم لجنة على درجة عالية من التخصص في الشعر الشعبي، وبحيث تكون للجنة الغلبة في التقييم لا الرسائل النصية، واعتبار الحاصل على العدد الأكبر من أصوات المتصلين هو الشاعر الأكثر شعبية وليس الأكفأ، وتُحدد له جائزة تعادل نصف جائزة الفائز. (محمد السلوم)