تحظى شجرة المشموم التي تزرع في بساتين واحة الأحساء بشهرة وشعبية ليس على مستوى الأحساء فحسب، بل تعدتها إلى مدن ودول مجاورة. فهذه الشجرة الصغيرة تفوح من أوراقها الخضراء رائحة عطرة وجذابة بمجرد ملامستها باليد.
لكن ليست هذه الصفات وحدها التي اشتهرت بها هذه الشجرة، بل هناك ميزة أخرى وهي قدرة وريقاتها عبر الرائحة التي تخرج منها على إثارة الغريزة -حسبما يقول كبار السن- مما جعل الأزواج يضعونها في غرف النوم.
ولا توجد دراسة تؤكد مدى صحة ذلك، سوى ما يتناقله كبار السن الذين يحرصون على وضع وريقاتها في غرفهم.
يقول عبد الله العيد -سبعيني- "إن لرائحة المشموم الطيبة مفعولاً جيداً وسريعاً لتحريك وإثارة الغريزة، ونحن قد تلقينا هذا الكلام من الأجداد والآباء وعملنا بمشورتهم وجربنا ذلك وبالفعل رأينا له تأثيراً ومفعولاً".
ويضيف: لكل شعب ومكان في العالم عادات وتقاليد متعارف عليها فيما بينهم ومن ضمن العادات في الأحساء الخاصة فيما يتعلق بالمشموم أن البعض يحرص على وضع أوراق هذه الشجرة بعد قطفها في مزهرية مليئة بالماء لتبقى فترة طويلة طرية تفوح منها الرائحة الزكية وتعطر أجواء الغرفة كما يعمل في باقات الورد والزهور، وقد تضعه النساء على أسرة النوم.
ويستطرد العيد قائلاً: إن من العادات التي تشير إلى الاهتمام بالمشموم هو ما يعمل في الاحتفال بليالي الخطوبة والزواج بالأخص عند النساء، إذ تجد أهل العروس أو العريس يوصون قبل ليلة الفرح بشراء كمية كبيرة منه أو إذا كانت لديهم مزارع يقتطفونه منها، غاية ما في الأمر أنه يوفر في مناسبات ومكان الفرح الخاص بالنساء ويتم توزيعه بشكل حزم صغيرة على المدعوات من النساء (المتزوجات) لكي يقمن بأخذه معهن إلى البيت ووضعه في غرفهن.
وبسؤاله، عن حبوب الفياغرا وهل جربها؟ قال "سمعت عنها كثيراً وبصراحة كان بودي أن أجربها لكني خشيت من مضاعفاتها وتأثيرها، لذا أفضل رائحة المشموم البلدي على هذه الحبوب المستورد وما زلت أحرص على أن تكون غصون ورق شجرة المشموم في غرفة النوم".
وقد وافقه الرأي العديد من مواطني الأحساء، خصوصاً كبار السن.
ويرى مختصون زراعيون أنه ينبغي الالتفات إلى هذه الشجرة، وإجراء التحاليل المخبرية، وإخضاعها للدراسة لمعرفة مدى صحة ما يقال ويحكى عنها أو الاستفادة منها بتحويلها إلى عطر أو إلى أي منتج آخر.