تفرض السبعينية “أم أحمد” وجودها في كل مهرجان شعبي كأشهر ناظمة “مشموم” أو ريحان، إذ تتمتع بروح مرحة وشخصية لطيفة رغم كبر سنها. وتظهر أم أحمد سعادتها بتلقائية واحدة، وهي تنظم ورقات “المشموم الأحسائي” في خيوط طويلة لتصنع منها قلادة عطرة، ثم تقدمها لصاحبها ممزوجة بطيبة الجدات القدامى. وشاركت ناظمة المشموم “أم أحمد” في معارض عديدة، كان آخرها “منتجون3′′ في الأحساء على مدى أيامه الثمانية، حين ملأت سلتها ب”المشموم”، قبل أن تتربّع لساعات للبيع، فتتجمع حولها الفتيات، لشراء العقود، فتضعها الصغيرات على رؤوسهن، وتحمله الكبيرات للبيت، وتبيع أم أحمد العقد ب”خمسة ريالات”، لكن رائحته الجميلة تعلق في الذاكرة طويلاً. وأهدت أم أحمد “الشرق” عقداً، وهي تسرد حكايتها مع المشموم، موضحة أنها معروفة منذ القدم بمهارتها الفنية في نظم المشموم، الذي كان زينة العرائس، ورفيقاً لجدائل النساء، فيبعث الارتياح في النفس، وفي المكان عبيراً مميزاً. وتعتقد”أم أحمد” أن العطورات الحديثة لا يمكنها تنحية “المشموم الأحسائي” عن مكانته، وأكدت أن الفلاحين القدامى، كانوا يعتنون بزراعته أكثر من الآن، حينما كان يمثل هدية الجيران لبعضهم، خاصة في أيام الجمع.