تظاهر الالاف الجمعة في ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية القاهرة احتجاجا على ترشح عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية في عهد مبارك، لرئاسة الجمهورية. ودعت جماعة الاخوان المسلمين، صاحبة اكثر مقاعد البرلمان، الى مظاهرات الجمعة بعدما اعلن سليمان الترشح الاسبوع الماضي. ورفع انصار الجماعة اعلامها الخضراء، الى جانب العلم المصري، مرددين شعارات مثل "الشعب يريد اسقاط النظام". وكان مبارك قد عين سليمان نائبا له خلال الانتفاضة الشعبية التي اطاحته في فبراير/شباط من العام الماضي. وهتف المتظاهرون في ميدان التحرير، رمز "الثورة" المصرية التي اطاحت الرئيس حسني مبارك "لا للفلول" و"لا نريد شفيق ولا سليمان" في اشارة الى عمر سليمان والفريق احمد شفيق، اخر رئيس وزراء في عهد مبارك. كذلك ردد المتظاهرون "الشعب يريد اسقاط حكم العسكر". وتعرض المجلس العسكري، الذي يحكم البلاد منذ رحيل مبارك، للاتهام بدعم سليمان في حين نفى المجلس الاعلى للقوات المسلحة ذلك مؤكدا انه "لا يدعم اي مرشح". ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن رئيس المجلس المشير حسين طنطاوي قوله اثناء زيارة لاحد تشكيلات الدفاع الجوي الخميس ان "القوات المسلحة لا تسعى الى تحقيق اي مصلحة او تنحاز لطرف دون آخر، وانها ليست طرفا في الجدل السياسي القائم على السلطة، ولا تدعم ايا من مرشحي الرئاسة وانما تسعى الى تحقيق التوافق بين الجميع ثقة منها فى قدرة الشعب المصري على اختيار مستقبله وبناء الدولة الديمقراطية الحرة التي يتطلع اليها الجميع". وتسود التجمع اجواء احتفالية مع وجود العديد من الاطفال والنساء في الميدان الذي توافد عليه المتظاهرون من مختلف احياء العاصمة المصرية. وانتقد مرشح الاخوان المسلمين خيرت الشاطر عودة عمر سليمان واعتبرها محاولة ل "سرقة الثورة" وهدد بالخروج الى الشارع مع انصاره. ونظمت مظاهرات الجمعة تلبية لدعوة جماعة الاخوان المسلمين، اكبر قوة سياسية في البلاد، والاحزاب السلفية. وتأتي المظاهرة غداة اقرار البرلمان مشروع قانون لتعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية يحرم خصوصا الرئيس السابق حسني مبارك، وكل من تولى خلال السنوات العشر السابقة على تنحيته، منصب "نائب الرئيس" او "رئيس الوزراء" من مباشرة حقوقه السياسية لمدة عشر سنوات. ومن شأن هذا التعديل، الذي يتعين ان يقره المجلس الاعلى للقوات المسلحة، استبعاد عدد كبير من اركان النظام السابق من الترشح للانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها الشهر المقبل. ورغم معارضتها عودة تلك الشخصيات البارزة في عهد مبارك الى الساحة السياسية، رفضت الكثير من الاحزاب الليبرالية والمدنية المشاركة في تظاهرة الجمعة ودعت الى تجمع في العشرين من هذا الشهر تنديدا بما سموه احتكار الاسلاميين للساحة السياسية منذ الثورة.