اقتحم العشرات من أبناء قبيلة العوازم، وهى أكبر قبيلة فى الكويت، فجر الاثنين 19 مارس 2012 مقر قناة سكوب الخاصة بعد تصريحات مسيئة لشيخ القبيلة أدلى بها نائب شيعى، حسبما ذكر شهود عيان. وأفاد الشهود أن أكثر من 50 شخصا اقتحموا القناة وحطموا معدات فيها بعد أن بثت القناة مقابلة مع النائب حسين القلاف. واعتبر أبناء قبيلة العوازم تصريحات القلاف الذى يعد مقربا من الحكومة السابقة برئاسة الشيخ ناصر المحمد الصباح، مسيئة لأميرهم الشيخ فلاح بن جامع. وسبق أن تم اقتحام القناة لأسباب مشابهة من قبل أبناء القبائل. وتأتى هذه الحادثة لتدل على استمرار التوتر على الخط القبلى الحضرى فى الكويت، مع العلم أن هذه التوترات تصاعدت بشكل كبير تزامنا مع الانتخابات الأخيرة مطلع فبراير. ويشكل أبناء القبائل غالبية سكان الكويت، وقد حققوا فوزا ساحقا بالتداخل مع التيار الإسلامى فى الانتخابات الأخيرة. وبعد أن كان أبناء القبائل تاريخيا من حلفاء الحكومة فى الكويت، تحولوا بغالبيتهم خلال السنوات الأخيرة إلى صفوف المعارضة، ما أحدث تغييرا جذريا فى المشهد السياسى الكويتى. وينتمى قسم كبير من نواب القبائل إلى التيار الإسلامى. وسبق أن أحدث النائبان الحضريان محمد الجويهل ونبيل الفضل جدلا واسعا فى الكويت بسبب تصريحات مسيئة لقبيلة المطير خلال الحملة الانتخابية الأخيرة. وتتضامن القبائل الكويتية فى ما بينها لرفض التصريحات المسيئة لها. وفى تعليق على التصريحات المسيئة لأمير (شيخ قبلية) العوازم، أكد وزير الإعلام الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح فى تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الكويتية الاثنين أن الحكومة "بجميع أجهزتها لا تقبل الإساءة إلى أى شريحة من شرائح المجتمع أو أى قبيلة من قبائله أو أى فئة من فئاته". وأضاف أن فريق وزارة الإعلام "يعكف على رصد كل ما من شأنه مخالفة قانونى المرئى والمسموع والمطبوعات والنشر تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القانونية"، بحق المخالفين، مؤكدا أن التعامل مع هؤلاء سيكون "بشكل صارم وحازم". ويعمل البرلمان الكويتى على إقرار "قانون حماية الوحدة الوطنية"، وهو قانون يجرم المس بمكونات المجتمع الكويتي، وذلك على ضوء تصاعد التوترات السنية الشيعية، والحضرية القبلية.