قوبلت الحلقة الأخيرة من برنامج «كلام الناس» للإعلامي مارسيل غانم، والتي عرضتها شاشة «ال بي سي» وبثتها اذاعة «لبنان الحر» ليل أول من امس، وأعادت المحطة التلفزيونية بثها ظهر أمس، بموجة استغراب واستهجان شبه عامة، اذ تطرقت اكثر من وسيلة اعلامية، فضلا عن عدد كبير من مشاهدي البرنامج، الى مضمون ما تناولته الحلقة المخصصة للحديث عن «الفتنة السنية - الشيعية» والتي عرضت كلاماً رأى كثيرون أنه يخدم اثارة نعرات طائفية ويبعث المخاوف في نفوس اللبنانيين، خصوصاً أن معدّي البرنامج استعانوا بشبان من مناطق شهدت مواجهات سابقة، للحديث عن كيفية «مواجهتهم» الفتنة، وعن «ماذا تفعلون اذا هاجمكم حزب الله؟». ورداً على حال الاستغراب العامة، وضع «المجلس الوطني للإعلام» يده على وقائع الحلقة «نظراً الى دقة الوضع العام في البلاد وما نقل عن هذه الحلقة من اثارة للعصبيات وأجواء الفتنة التي تعمل كل المرجعيات المسؤولة في الدولة بدءاً من فخامة الرئيس ودولة رئيسي مجلسي النواب والوزراء على درء أخطارها» وذلك بحسب بيان صادر عنه. ودعا المجلس «جميع وسائل الإعلام مجدداً الى التزام القوانين والانظمة والتصرف بالحس الوطني المسؤول لتحصين الوحدة الوطنية وعدم التورط في ما يثير العصبيات ويفتح الابواب امام الفتن والمؤامرات التي تستهدف البلاد». واتصل وزير الإعلام طارق متري امس برئيس مجلس ادارة «المؤسسة اللبنانية للإرسال» بيار الضاهر، بعد تلقيه مكالمات كثيرة تستغرب أو تنتقد ما كان يبثه برنامج «كلام الناس». وأبدى الضاهر بحسب الوكالة «الوطنية للاعلام» (الرسمية) «تفهمه لردود الفعل وحرصه على تجنب المزيد منها واستعداده لاختصار بث البرنامج». وكان متري استقبل نائب رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع ابراهيم عوض، وجرى البحث في الموضوع والتشديد على «الحق في حرية التعبير وحرية الإعلام، وتطبيق القوانين والمسؤولية الوطنية في محاذرة الاثارة والتعميم والتخويف، اياً يكن من امر الدوافع المهنية المشروعة للعمل الاعلامي ولا سيما الاستقصائي». ملكية ال «ال بي سي» وفي ملف النزاع بين «القوات اللبنانية» والمدير العام ل«ال بي سي» بيار الضاهر، شكر نائب رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات» النائب جورج عدوان القضاء على موقفه من الملف «على رغم المماطلة في الدعوى»، ورأى «ان المشكلة عند الضاهر اذا اعتبرها سياسية في وقت انها قانونية». وقال: ان «كل ما يحاول الضاهر الترويج له هرطقة لا جدوى منها». ونفى اي تدخل في القضاء. وأكد عدوان في مؤتمر صحافي ان «ال بي سي» ليست للبيع والشراء فهي ملك للوطن والقضية، وستدافع عن قضاياه وستحمل لواء العيش المشترك والقبول بالآخر». وحيا الاعلاميين «الذين أجبروا على ترك «المؤسسة «بسبب مواقفهم المبدئية وانتمائهم». وفي المقابل، استغرب المحامي نعوم فرح وكيل الضاهر في تصريح مضمون القرار الظني في دعوى «القوات» ضد «المؤسسة اللبنانية للارسال» من الناحية القانونية، إذ يحوي «عناصرغير دقيقة» رافضاً الدخول في التفاصيل. وأكّد أن «مسار التحقيق منذ بدايته لم يكن يبشّر بصدور قرار مماثل، اذ لا يوجد في الملف أي معطيات تقودنا إلى ما وصلنا إليه».