حصد العنف المزيد من الأرواح في سوريا يوم السبت، إذ لقي نحو 63 شخصا على الأقل مصرعهم، بحسب ما أعلنته لجان التنسيق المحلية، بينهم 16 من مقاتلي الجيش السوري الحر، قضوا في كمين في جسر الشغور، قرب مدينة إدلب. وقال الناشط عبد العزيز لشبكة CNN إن مدينة إدلب تعاني القصف العنيف، الذي شهده العالم من قبل في مدينة حمص المحاصرة، مشيرا إلى أن القصف يحدث كل نحو دقيقتين، ما أدى إلى تضرر العديد من المساكن والمباني أو تدميرها. وأضاف عبد العزيز إن قات الأمن تفتش المنازل لاعتقال ناشطين، وقال "إن عدد الدبابات أكبر بكثير من عدد المنشقين.. هذا السيناريو مشابه إلى حد بعيد لما حدث في مدينة حمص." وقال نشطاء المعارضة إن اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وجنود منشقين اندلعت في بلدة داريا، بينما قصف الجيش الحكومي قرية جيزة في درعا، وفقا للجان التنسيق المحلية. وتأتي الأنباء عن القتل والقصف في وقت أجرى فيه كوفي عنان المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، والذي وضع مقترحات أمام الرئيس السوري بشار الأسد تهدف إلى وقف مجازر لا هوادة فيها. وهذه هي المرة الأولى منذ اندلاع الصراع في سوريا، والتي يلتقي فيها الأسد مع دبلوماسي رفيع المستوى. وقال بيان الأممالمتحدة أن عنان، الذي شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة، تحدث إلى الأسد حول وقف إطلاق النار، والإفراج عن المعتقلين والسماح بحرية الوصول لوكالات مثل الصليب الأحمر لتقديم المساعدات التي تشتد الحاجة إليها. كما اقترح عنان، الذي من المقرر أن يبيت في دمشق ليلة السبت، ويستأنف المناقشات الأحد مع الأسد، بداية لحوار سياسي شامل من شأنه "تلبية التطلعات المشروعة واهتمامات الشعب". من جهته، قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن أي حوار سياسي أو عملية سياسية لا يمكن أن تنجح في بلاده "طالما تتواجد مجموعات إرهابية مسلحة تعمل على إشاعة الفوضى وزعزعة الاستقرار." وجاءت تصريحات الأسد خلال لقائه عنان، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية، التي أضافت "استمع الرئيس الأسد من (عنان) إلى عرض لرؤيته الأولية إزاء الوضع في سوريا والذي أكد خلاله التزامه بالعمل بشكل عادل وحيادي ومستقل ورفضه التدخل الخارجي في الشؤون السورية وإيمانه بالحل السلمي." وأعرب الأسد، بحسب الوكالة، عن استعداد سوريا لإنجاح أي جهود صادقة لإيجاد حل لما تشهده البلاد من أحداث،" مضيفاً أن "النجاح في أي جهود يتطلب أولاً دراسة ما يحدث على الأرض عوضاً عن الاعتماد على الفضاء الافتراضي الذي تروج له بعض الدول الإقليمية."