قال مسؤولون أمريكيون إن مجموعة "أصدقاء سوريا" تعتزم تحدي الرئيس السوري بشار الأسد وتقديم مساعدات إنسانية خلال أيام للمدنيين الذين يواجهون هجوما من جانب قواته. ولم يتطرق المسؤولون خلال حديثهم للصحافيين إلى ما يمكن أن يحدث إذا لم تسمح السلطات السورية بتقديم تلك المساعدات. ومن المتوقع أن تشارك أكثر من 70 دولة ومجموعة دولية في اجتماع "أصدقاء سوريا" المقرر عقده في تونس العاصمة اليوم. على ذات الصعيد أظهر تقرير جديد للجنة التحقيق الدولية ان مفوضية الاممالمتحدة العليا لحقوق الانسان تملك لائحة سرية باسماء مسؤولين سياسيين وعسكريين كبار يشتبه في ضلوعهم ب"جرائم ضد الانسانية" في سوريا. وقال المحققون ان "اللجنة اودعت لدى المفوضية العليا لحقوق الانسان مغلفا مختوما يتضمن اسماء هؤلاء الاشخاص" واضافوا انهم خلصوا ايضا الى قيام مجموعات من الجيش السوري الحر "بتجاوزات لحقوق الانسان". ميدانياً قتل اربعة مدنيين وخمسة من عناصر الأمن في اعمال عنف في سوريا امس، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان ووكالة سانا الرسمية، فيما تجددت التظاهرات ضد النظام السوري في جامعة حلب. في درعا (جنوب)، افاد المرصد عن اقتحام للقوات النظامية لحي طريق السد في المدينة، ما تسبب بمقتل شاب وطفل في الخامسة من عمره، بالاضافة الى وقوع عدد من الجرحى. وافادت لجان التنسيق المحلية عن تعرض المدينة لقصف، وعن اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش السوري الحر فيها. وقتل رجل في الخامسة والثلاثين من العمر وجرح ستة اخرون في الحي الجنوبي من مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب (شمال غرب)، اثر اطلاق نار من "قوات عسكرية سورية خلال اقتحام المدينة"، بحسب المرصد الذي تحدث عن قيام القوات النظامية بحملة اعتقالات. وقتل طفل في الثامنة بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس في قرية منغ في محافظة حلب (شمال) في اطلاق نار من قوات نظامية. وذكر المرصد ان تشييعه صباح امس تحول الى تظاهرة حاشدة تطالب باسقاط النظام. وتحركت مجددا الخميس جامعة حلب ونظمت بحسب المرصد "تظاهرة حاشدة تضم نحو الفي طالب من امام كلية العلوم في جامعة حلب التي تنتفض بشكل كبير على النظام" منذ ايام. وتصدت قوات حفظ النظام للتظاهرة واطلقت قنابل مسيلة للدموع لتفريقها، ما أدى الى "اصابة عشرات الطلاب والطالبات بحالات اختناق". طلاب جامعة حلب يتظاهرون ضد نظام بشار الأسد أول من أمس. (رويترز) وتحدث المرصد عن "عملية كر وفر" مع القوات النظامية في الجامعة، و"تجمع اعداد كبيرة من الطلاب امام كلية طب الاسنان لتنظيم تظاهرة اخرى". واعتقلت قوات حفظ النظام "12 طالبا خلال تفريق مظاهرات جامعة حلب"، بحسب المرصد الذي اشار الى ان تظاهرة مماثلة حصلت الاربعاء اصيب خلالها طالب لدى محاولة قمعها، وتوفي امس متأثرا بجروحه. في هذا الوقت، افاد ناشطون عن استمرار القصف العنيف امس على مدينة حمص (وسط) واطلقوا "نداء استغاثة" لادخال المساعدات الى احياء المدينة المحاصرة التي تتعرض للقصف منذ ثلاثة اسابيع. من جهتها ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان ثلاثة عناصر من قوات حفظ النظام قتلوا وجرح سبعة في "انفجار عبوة ناسفة معدة للتفجير عن بعد زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة في المدخل الجنوبي لمدينة ادلب". وقالت الوكالة ان "وحدات الهندسة فككت ثلاث عبوات ناسفة في جسر الشغور" في المحافظة. وقتل عنصران واصيب آخر من قوات حفظ النظام "بنيران مجموعة ارهابية مسلحة في ريف حماة"، بحسب الوكالة. و"فكك عناصر الهندسة عبوة ناسفة زرعتها المجموعة الارهابية بالقرب من مخفر حردة" حيث حصل الحادث. من جانبه أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن القوات العسكرية السورية النظامية بدأت مجددا صباح امس قصف حي "بابا عمرو" بمحافظة حمص وسط البلاد طال أجزاء من حي الانشاءات، فيما سقطت قذائف هاون على حي الخالدية. يأتي القصف تكثيفا لهجوم مستمر منذ نحو ثلاثة أسابيع لاجبار المقاومة في حمص على الاستسلام. تعد حمص من المحاور المركزية في الثورة المتأججة في أنحاء البلاد على حكم بشار الأسد المستمر منذ منتصف آذار/مارس الماضي. وذكر المرصد، في بيان، أن اشتباكات دارت امس بين الجيش النظامي ومجموعة منشقة في حي طريق السد،حيث سمع دوي انفجار صباحا ترافق مع اقتحام القوات العسكرية للحي الواقع في مدينة درعا. وأفاد المرصد أيضا أن رجلا يبلغ من العمر 35 عاما قتل وأصيب ستة آخرون اليوم في الحي الجنوبي بمدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب في اطلاق نار من قبل القوات العسكرية السورية التي تقتحم المدينة. وأضاف أن قوات عسكرية أمنية مشتركة شنت حملة مداهمات واعتقالات في بلدة بصر الحرير بدرعا الأربعاء اعتقلت خلالها عشرات من أبناء البلدة، كما قامت بتحطيم آثاث الكثير من المنازل التي داهمتها واحراق عشرات الدراجات النارية. ودارت اشتباكات عنيفة في الحي الشمالي للبلدة بين القوات النظامية ومجموعة منشقة.