كشفت دراسة سعودية حديثة أن 51% من الطالبات السعوديات الجامعيات يرفضن الزواج بشخص مدخن، مشيرة إلى أن 66% من الفتيات يربطن المشكلات الزوجية بالتدخين. وذكرت الدراسة، التي تتعلق بتدخين النساء للتبغ بالمجتمع السعودي، أن 51% من الطالبات الجامعيات في الرياض يرفضن الزواج بشخص مدخن، في حين 49% منهن يشترطن الإقلاع عنه بعد الزواج، أو على الأقل الإقلاع عن التدخين في البيت. وأوضحت الدراسة التي شاركت فيها مهجة الهاشمي، من برنامج "مكافحة التدخين" في وزارة الصحة، وطالت طالبات جامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة الأمير سلطان الأهلية في الرياض، أن 66% من الفتيات يربطن المشكلات الزوجية بالتدخين. فيما كشف سليمان الصبي -أمين عام الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين- أن نسبة المدخنات في السعودية، وفقا لدراسات منظمة الصحة العالمية، تجاوزت 5.7% من جملة الإناث، الأمر الذي جعل السعودية تحتل المرتبة الثانية خليجيا والخامسة عالميا؛ من حيث عدد النساء المدخنات بحسب الدراسة، مضيفا أن هناك مؤشرات تدل على زيادة عدد المدخنات محليا، وخصوصا مَن هُنّ في طور الشباب. وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن متوسط معدل المدخنين في المملكة 12.9%، حيث يمثل معدل المدخنين من الذكور 24.7%، والإناث 1.4% وأشار أحد المعالجين واختصاصيي التوعية في مجال التدخين إلى أن الدراسات تشير إلى نمو في عدد المدخنين يصل إلى خمسة ملايين مُدخن حاليا، ومن المتوقع أن يقفز إلى ثمانية ملايين بحلول عام 2020م. ويقدر حجم مبيعات السجائر في السعودية ب15 مليار سيجارة في العام الواحد، تبلغ قيمتها 160 مليون دولار. وينفق سكان مدينة الرياض وحدها أكثر من 200 مليون ريال سعودي سنويًا؛ لإحراق أكثر من 170 ألف علبة سجائر، كما أن 70% من مدخني مدينة الرياض من فئة الشباب، تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عامًا. وقدرت إحصائيات رسمية خسائر مستشفى الملك فيصل التخصصي في علاج الحالات المرضية بين المدخنين بنحو عشرة مليارات دولار، تم إنفاقها خلال 25 سنة مضت، وهو ما دفع المستشفى إلى مقاضاة شركات التبغ. وتوقعت دراسة سعودية أن تكون خسائر المملكة بسبب استهلاك التبغ وآثاره والرعاية الصحية لأمراضه، قد تجاوزت -خلال عام 2010م- نحو 41 مليار ريال؛ أي ما يعادل نحو 11 مليار دولار أمريكي، وأن العبء الاقتصادي بسبب الهدر في الإنتاجية والوفاة المبكرة فقط وصل إلى نحو 25 مليار ريال، بينما بلغت الواردات من منتجات التبغ الرسمية 13 مليار ريال، وبذلك يصل إجمالي الخسارة الاقتصادية إلى 41 مليار ريال. وتشير النتائج الأولية إلى استطلاع يجريه حاليا برنامج "مكافحة التدخين" في وزارة الصحة السعودية، على موقعه، إلى أن 55% من المدخنين بدؤوا التدخين في سن 16 إلى 20 سنة، و21% منهم بدؤوا التدخين في سن 11 إلى 15 سنة، و17% بدؤوا التدخين بين سن 21 إلى 25 سنة. وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يزداد عدد الوفيات السنوية الناجمة عن وباء التبغ العالمي، ليصل إلى ثمانية ملايين وفاة بحلول عام 2030م. وقالت المنظمة: إنه في كل دقيقة يموت ثمانية إلى عشرة أشخاص بسبب التدخين في العالم، ومقابل كل شخص يموت بسبب التدخين هناك 20 آخرون من المدخنين يعانون مرضا مزمنا أو أكثر.