دفع برشلونة ثمن الأرهاق بسبب توالي المباريات والإصابات وتعادل مع فياريال سلبياً في ملعب المدريجال بالأسبوع الحادي والعشرين من الدوري الإسباني، ليبتعد أكثر عن لقب الليجا بعدما اتسع الفارق مع ريال مدريد المتصدر إلى سبع نقاط. وبقى البارسا في المركز الثاني برصيد 45 نقطة بفارق سبع نقاط عن الملكي الذي يتصدر الليجا برصيد 52 نقطة، فيما نال فياريال نقطة غالية من البلوجرانا ليرفع رصيده إلى النقطة 20 بالمركز السابع عشر. وكان البارسا قد خاض مباراتين في أسبوعين مع ريال مدريد في دور الثمانية من كأس ملك إسبانيا تأهل على إثرها لقبل النهائي. وبدا على لاعبي البارسا الأرهاق الشديد، ولكن تغييرات المدرب بيب جوارديولا في الشوط الثاني كادت أن تقلب موازين الأمور ولكن فياريال استبسل وأهدر من الضيوف نقطتين غاليتين في سباق الصدارة. دخل بيب جوارديولا المباراة على ملعب المدريجال بتشكيل مغاير نوعاً ما، حيث ثبت ثلاثة لاعبين في الدفاع وهم جيرارد بيكي وكارلوس بويول وإيريك أبيدال، وأمامهم ماسكيرانو وسيرجيو بوسكيتس، وتشابي هيرنانديز، وفي الهجوم كل من داني الفيس (يمين) وليونيل ميسي وسيسك فابريجاس وادريانو (يسار). في المقابل عزز المدرب خوسيه مولينا خط وسطه بلاعبين مخضرمين مثل ماركوس سينا وبرونو، وعاونهما بورخا فاليرو وكاني على الاطراف. ففي الشوط الأول، نجح فياريال بقيادة المدرب خوسيه مولينا في إيقاف خطورة برشلونة بتضييق الخناق على لاعبي الفريق الكتالوني في منطقة الوسط، من أجل إبطال أهم سلاح لديهم ألا وهو الاستحواذ على الكرة والتمرير السريع في مساحات قصيرة .. مستغلاً غياب أهم عناصر هجوم البارسا، والمتمثلة في ديفيد فيا واندرياس انيستا، وبيدرو رودريجيز للإصابة، حيث ازداد العبء في منطقة الوسط على تشابي هيرنانديز، في حين اعتمد البارسا على مهارات ليونيل ميسي في تخطي دفاعات الغواصة الصفراء، إلا أنه لم ينجح كثيراً، وفي المرة الوحيدة التي هرب منها الأرجنتيني من الرقابة الدفاعية، سدد كرة "لوب" من فوق الحارس دييجو لوبيز مرت بجوار القائم الأيسر في الدقيقة السادسة عشر. لم ينجح البارسا في السيطرة على مجريات اللعب والاستحواذ على الكرة كعادته في كل مباراة، بفضل ضغط ماركوس سينا، وبرونو في منطقة الوسط، ولم يشكل ادريانو خطورة كبيرة في الجانب الأيسر الذي تولاه نيابة عن انيستا، وكان الإعتماد بشكل كبير على دانييل الفيس في الجانب الأيمن، حيث استغل بيب جوارديولا سرعة ومهارة البرازيلي الهجومية في الاستفادة به في هذا المركز وتعويض غياب التشيلي سانشيز. نشط فياريال في خمس دقائق بأواخر الشوط الأول، وأحرج البارسا في أكثر من مناسبة ولكن دفاع البلوجرانا كان لفرص الغواصة الصفراء بالمرصاد.. وألغى الحكم هدفاً لصالح أصحاب الأرض بداعي التسلل سجله جونزالو رودريجيز. في الشوط الثاني، دفع جوارديولا بالمهاجم اليكس سانشيز، وأشرك الشاب كريستيان تيلو وتياجو اليكنترا على حساب جيرارد بيكي وتشابي هيرنانديز اللذان بدا عليهما الارهاق والتعب من كثرة المباريات، وأدريانو الذي لم يؤدي دوره الهجومي المنتظر. تغيرت ملامح البارسا تماماً، وشكل تيلو إزعاجاً في الجانب الأيسر ولعب ميسي بحرية أكثر نظراً لوجود رأس حربة (سانشيز)، وتولى تياجو مهام الوسط الهجومية برفقة فابريجاس لتستمر سيطرة البارسا المعتادة، ويتراجع فياريال للخلف للحفاظ على نتيجة اللقاء. ارتفع إيقاع المباراة في دقائقها الأخيرة، وشكل البارسا خطورة كبيرة على فياريال وكانت أخطر الفرص التي شهدها ملعب المدريجال تصويبة من فابريجاس ارتطمت بالعارضة وفقدت خطورتها لتحرم البارسا من هدف محقق.. استمر الوضع كما هو عليه إلى أن أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة.