هل يستطيع الريال النهوض من كبوة الذهاب ؟ سيكون عشاق الكرة الجميلة على موعد جديد مع كلاسيكو جديد للكرة الأسبانية مساء الأربعاء ،عندما يلتقي الغريمان برشلونة وريال مدريد على ملعب الكامب نو في إياب دور الثمانية لكأس ملك إسبانيا. الكلاسيكو الجديد الذي يحمل الرقم 218 يدخله البارسا بأقدام ثابتة بعد فوزه في الذهاب 2-1 بملعب البرنابيو مايزيد من فرص مواصلته للمشوار في الكأس الإسبانية الغائبة عن خزائنه في الموسمين الماضيين رغم أنه صاحب المقام الرفيع في الفوز بلقبها برصيد 25 مرة . الحال مختلف تماماً مع الريال ..الذي يتوجه لإقليم كتالونيا في رحلة محفوفة بالمخاطر ليس فقط على الفريق ولكن على مدربه مورينيو الذي أصبحت قيادته للميرينجي في مهب الريح بعد حالة الغضب التي صبتها عليه جماهير البرنابيو في لقاء الفريق الأخير أمام بلباو رغم الفوز برباعية،إضافة إلى مشكلته مع سيرخيو راموس وإيكار كاسياس التي طفت على السطح مؤخراً وفتحت الباب على مصراعيه أمام كافة الإحتمالات. كل الظروف والتوقعات ترجح كفة برشلونة في هذه المواجهة في ظل الأفضلية التي يدخل بها اللقاء ،فعلى مستوى النتيجة يكفي البارسا التعادل أو حتى الخسارة بهدف نظيف كي يضمن مواصلة المشوار،كما أن المباراة مقامة على ملعبه ووسط جماهيره. كما أن برشلونة يدخل اللقاء بصفوف مكتملة بإستثناء غياب وحيد لدافيد فيا المصاب،والذي كانت إصابته تطبيقاً للمثل الشهير "رب ضارة نافعة" بعد تألق اليكسيس سانشيز في الهجوم الكتالوني وإحرازه العديد من الأهداف منذ مشاركته أساسياً. وقد عمد قائد الكتيبة الكتالونية بيب جوارديولا إلى إراحة عدد من نجومه الأساسيين في لقاء ملقا إستعدادا لهذه المواجهة،حيث فضل عدم إشراك الثلاثي بويول تشافي وفابريجاس،وهو ما لم يفعله مع ميسي كي لا يحرمه من زيادة رصيده التهديفي في صراعه مع رونالدو على لقب هداف الليجا. الأمور التي ترجح كفة برشلونة لم تتوقف عند هذا الحد بل تمتد إلى بعض العوامل التاريخية والتي يتقدمها أن برشلونة لم يخسر على ملعبه من الريال منذ خمسة أعوام ،كما أنه لم يخسر أية مباراة على نفس الملعب منذ تولي جوارديولا المسئولية عام 2008،فضلاً عن التفوق الكتالوني في الكلاسيكو خلال الفترة الأخيرة. على العكس يدخل النادي الملكي اللقاء وسط عاصفة من الأمور التي قد تعوقه عن إستكمال المشوار في الكأس،فمثلما كانت نتيجة الذهاب هي التي ترجح كفة البارسا‘فهي أيضاً التي تقلل من فرص الريال في تخطي دور الثمانية،لاسيما وأن الفريق يعاني من رهبة نفسية تلازمه في مباريات الكلاسيكو خلال الفترة الماضية لدرجة تحرمه من الحفاظ على أي تقدم يحققه في هذه اللقاءات. النقص العددي في صفوف الريال يلقي بظلاله هو الأخر على مردود الفريق بسبب إصابة عدد من نجومه يتقدمهم سامي خضيرة ودي ماريا إلى جانب تضاؤل فرص بيبي في المشاركة في هذا اللقاء بسبب الجحيم الذي يتنظره في الكامب نو بعد الإعتداء على ميسي،كذلك يبقى موقف راموس غامضاً بعد تغيبه عن المران الأخير للفريق بعد مشكلته مع مورينيو التي تهدد الفريق في الكلاسيكو هي الأخرى. وفي ظل هذه المشاكل الكبيرة سيكون مورينيو مطالباً بالهجوم وتحقيق الفوز في هذه المواجهة من أجل الدفاع عن سمعته كأفضل مدرب في العالم والتي إهتزت كثيراً بسبب مواجهات الكلاسيكو. وخلال تسع مباريات "كلاسيكو" خاضها مورينيو مع الريال منذ أن تولى تدريب الفريق في صيف 2010 ، لم يحقق سوى فوزا وحيدا وكان في المباراة النهائية لمسابقة كأس ملك أسبانيا في الموسم الماضي. وبخلاف ذلك كان الفوز حليفا لبرشلونة في خمس مباريات مقابل ثلاثة تعادلات بين الفريقين. وأصبح مورينيو بحاجة إلى تغيير هذا السجل السيئ في مباريات الكلاسيكو من خلال الكلاسيكو العاشر. وكانت مباراة الفريقين يوم الأربعاء الماضي هي الكلاسيكو الخامس بين الفريقين في البرنابيو منذ أن تولى مورينيو مسئولية الفريق ليصبح أول مدرب في تاريخ الريال يفشل في تحقيق الفوز لخمس مباريات كلاسيكو متتالية في ملعبه. ووسط هذا الكم الهائل من المشاكل تبرز نقطة الظهور الجيد للنجم البرازيلي كاكا أمام بلباو كي تكون أحد الأسلحة المهمة التي يتوقع أن يستخدمها مورينيو في إستراتيجيته الهجومية ،إلى جانب الإعتماد على الثنائي مسعود أوزيل ومارسيلو من البداية لتدعيم فكره. وعلى الرغم من التفاوت الكبير في موقف الفريقين قبل الكلاسيكو ،فإن كرة القدم بصفة عامة ومباريات الكؤوس بصفة خاصة لا تعترف بذلك وعادة ما تصاحبها المفاجأت الكبيرة ،والتي تجرع منها برشلونة شخصياً في موسم 2006-2007 عندما تفوق في الذهاب على خيتافي 5-2 ،لكنه عاد وخسر في العودة برباعية تاريخية نظيفة أطاحت به خارج البطولة.