استقبل أحد مستشفيات الرياض خلال العام المنصرم أكثر من 64 حالة عنف وإساءة ضد الأطفال ثبت منها 40 حالة وال 24 المتبقية لم تثبت في دلالة واضحة على حجم العنف ضد الأطفال في المجتمع السعودي. وأكدت مصادر خاصة ل" عناوين" أن المستشفى الذي استقبل تلك الحالات أحال 45% منها إلى الجهات القانونية لمحاسبة المتسببين في العنف والإساءة وكثير منها بمبادرات واهتمام من ذوي الأطفال أو من الصف الثاني من العائلة بعد أن تورط الوالدين في 19 حالة إساءة وعنف ضد أبنائهم. وأثبتت الإحصائية أن زوجة الأب لم تتورط إلا في حالتين من 64 حالة عنف، ولم يتجاوز متوسط أعمار الأطفال الذين وردوا في القائمة العاميين وثمانية أشهر وفق المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، مضيفا" توزيع عدد الضحايا نسبة إلى نوع الإساءة فقد شكلت الإساءة الجسدية النسبة العظمى ب47% من مجموع الحالات في حين حل الإهمال ثانياً بنسبة 32% تلاه الإساءة الجنسية 13% من مجموع الحالات. و أشارت المصادر إلى أنها قيدت 6 حالات من العنف ضد الأطفال ضد مجهول ولعل متوسط العمر الذي لم يصل لسن الثلاث سنوات دور كبير في ذلك في ظل الإهمال الذي شكل منعطفاً في ظل الحياة الحديثة والمليئة بالترف وأحياناً الكدح ليبتعد الآباء عن أبنائهم ويتسببوا في إهمالهم مما نتج عنه 8% من حالات الإساءة العاطفية. عنف خفي من جانبها أكدت د.ظلال المداح أستاذ مساعد بقسم الخدمة الاجتماعية بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بالرياض على أنه لا يمكن لأي أب سوي أن يقدم على إيذاء أطفاله، مشيرة إلى أن الأهالي المعنفين هم بالتأكيد يعانون من مشاكل واضطرابات نفسية. و أوضحت المداح أنه لا يمكن الحكم على العنف ضد الأطفال بأنه ظاهرة مستشرية بالمجتمع السعودي دون إجراء دراسات مستفيضة وتحليلية لأبعاد المشكلة وأثارها، مشيرة إلى أنه بدأ في الفترة السابقة تظهر حالات عنف ضد الأطفال على السطح. ونوهت إلى ضرورة حماية الأطفال المعنفين من خلال إيجاد متخصصين للعمل مع الأطفال، موضحة" المشكلة ليست في الحالات التي تظهر أو تصل للمستشفيات ولكن في الحالات التي لا يعرف فيها الضحية أنه معنف". مشددة على ضرورة إيجاد حملات توعية إعلامية للآباء والأبناء على حد سواء، قائلة" بعض الأطفال لا يدركون أنهم معنفين ولا يعرفون الحدود التي يجب أن يتعامل بها معهم الكبار وهنا يأتي دور دور التربية أي المدارس ومؤسسات المجتمع المدني". وحول النظرة السلبية لزوجة الأب قالت" لا ننسى أن هناك كثير من حالات العنف ضد الأطفال تكون الأم هي المعنفة، ولكن كثير من زوجات الآباء إذا كانت ملتزمة دينيا وأخلاقيا قد تكون أكثر عطفا على الطفل من أمه". كما أوضحت دور الأب في العنف، قائلة" نسبة تورط الوالد في قضايا العنف سواء الجسدي أو النفسي أو التي تصل على حد القتل يكون الأب هو المعتدي الرئيسي". وقالت"من الضروري إيجاد توعية مناسبة للأطفال خاصة في المرحلة الابتدائية لتنمية وعيهم بالعنف ومظاهره".