أعلنت المفوضية الاوروبية رسميا عام 2012 "عام الشيخوخة النشطة والتكافل بين الأجيال" وذلك بهدف الحفاظ على نشاط فاعل لفئات المسنين في الدورة الاقتصادية حيث كانت غالبية الدول الأوروبية قد قررت فى وقت سابق تأخير سن التقاعد إلى سن 65 أو 67 . وأطلقت المفوضية هذه الفاعلية على ضوء دراسة كانت قد أعدتها المكاتب المتخصصة لدى الاتحاد الأوروبي حول حاجة أوروبا لجلب 90 مليون مهاجر من خارج الدول الأوروبية اليها, من الآن إلى سنة 2050, موضحة أن أزمة الشيخوخة المتنامية في الدول الأوروبية ستتعاظم في السنوات المقبلة نتيجةالانخفاض الحاد فى عدد المواليد على مستوى اوروبا كلها, مما سيحتم على الاتحاد جلب المزيد من الأيدى العاملة من الخارج, وبالأخص من دول شمال أفريقيا بحكم التقارب الجغرافي والصلات الثقافية لتدارك الخلل الناجم عن عدم التكافؤ بين الفئات الاجتماعية الفاعلة في سوق العمل والفئات المسنة المحالة الى التقاعد. وعكست الدراسة القلق العميق فى أوساط مراكز القرار الاوروبية التى باتت تولى أولوية قصوى لمعالجة هذه المشكلة, بالنظر إلى العواقب الاقتصادية والديموغرافية الوخيمة التي ستترتب عليها و ذلك على عكس المواطن الاوروبى الذى أصبح أكثر وعيا بالنسبة لازمة الشيخوخة . فقد أظهرت أحدث الاستطلاعات أن 71 بالمئة من الأوروبيين واعون لأزمة الشيخوخة, لافذتة الى أن الأزمة لا تثير القلق سوى لدى 42 بالمئة منهم, فيما أكد ما يزيد على 60 بالمائة من الأوروبيين الذين استطلعت آراؤهم , بأنهم يأملون أن يسمح للمتقاعدين بأن يستمروا بشكل أو آخر في العمل. وقال60 بالمائة أيضا ممن هم في سن تؤهلهم للتقاعد إنهم يرغبون في الاستمرار في النشاط الاقتصادي, وعدم الركون إلى التقاعد. ويعد هذا المعطى أمرا جديدا في المجتمعات الأوروبية, وهو من إفرازات الأزمة الاقتصادية, حيث لم تعد منح التقاعد والإعانات الاجتماعية كافية لتلبية حاجات الفئات المسنة . وللمرة الأولى في تاريخها المعاصر, تجد أوروبا نفسها أمام مفارقة غريبة تتمثل فى التنافس غير المعلن بين الدول الأوروبية, بخصوص كيفية تقاسم كوتات المهاجرين, حيث بدأت دول الاتحاد الأوروبي بمطالبة المفوضية باتخاذ إجراءات تحكيمية لمنع أي دولة من دول الاتحاد من استقطاب مهاجري الدول الأخرى. والمفارقة الثانية هوانه فى الوقت الذى تتنامي فيه التيارات العنصرية المعادية للمهاجرين, تزداد الحاجة إلى جلب الملايين من الأجانب من أجل الإبقاء على دوران العجلة الاقتصادية . اماالطريف في هذه الدراسة, التي شملت جميع دول المجموعة الأوروبية, أن المعنى الذي يمنح لمفاهيم الشباب والشيخوخة يختلف من دولة إلى آخرى: ففي البرتغال ومالطا والسويد, يعد المرء شابا حتى سن ال 37, أما لدى القبارصة واليونانيين, فإنك تعد شابا حتى سن ال 50, أما المقياس الأوروبي, فقد قالت الدراسة إنه يحددالشباب بسن 41 سنة, والشيخ ب64 سنة.