انتشر علي موقع يوتيوب مقطع فيديو يظهر فيه كبار مسؤولي الدولة في المغرب، وهم يقبلون يد ولي العهد المغربي الأمير الحسن -9 سنوات- أثناء افتتاحه لحديقة حيوان في المغرب. وفي تعليقه على الفيديو حذر خبير نفسي -في تصريحات لموقع mbc.net- من أن هذه الطريقة في التعامل مع طفل في مثل هذه السن سوف تخلق منه ديكتاتورا، وتصنع من الشعوب عبيدا. وآثار المقطع؛ الذي تم تصويره في مراسم افتتاح الأمير الحسن لحديقة الحيوان، استياء كثير من مستخدمي المواقع الاجتماعية "الفيس بوك" و"تويتر"، بعد تداوله عليها، حيث انحنى كبار مسؤولي الدولة بمن فيهم وزير الدفاع، وقاموا بتقبيل يدي الطفل أثناء مصافحته لهم. وأوضح الشباب من خلال تعليقاتهم بالمواقع الاجتماعية أن تلك العادات تصنع الآلهة والطواغيت في المجتمع العربي، حيث يظل الشعب خاضعًا لرئيسه ولملكه طوال العصور والأزمنة، بالإضافة لما يزرع داخل أطفال الحكام من إحساس بأنه قد أصبح إلها على شعبه. ويستشهد الشباب بموقف شهير للرئيس البوسني الراحل علي عزت بيجوفيتش، عندما ذهب لأداء صلاة الجمعة ذات مرة؛ حيث كان من المعتاد أن يؤدي الصلاة بالصف الأول، ولكنه ذهب متأخرًا؛ عندها فتح له الناس الطريق إلى أن وصل للصف الأول، فاستدار للمصلين بغضبٍ، وقال مقولته الشهيرة: "هكذا تصنعون طواغيتكم". الجدير بالذكر أن الأمير الحسن ولد يوم 8 مايو/أيار 2003م، وأطلق عليه والده الملك محمد السادس، اسم الحسن، تيمنا باسم جده الراحل الملك الحسن الثاني، وكان الملك محمد السادس أعلن -في حوار سابق مع "باري ماتش"، حين تطرق إلى موضوع تربية ولي العهد- أنه يأمل أن يحصل مولاي الحسن على تربية مثل التي حصل عليها هو وأشقاؤه، وأوضح أن الملك وأشقاءه تلقوا تربية تميل إلى الصرامة مع برنامج دراسي حافل، وتلقوا كذلك تربية دينية جيدة في الكتاب القرآني بالقصر. وفي تعليقه على الفيديو، قال الدكتور أحمد نايل -إخصائي العلاج النفسي-: "هذه الطريقة من التعامل مع طفل في مثل هذا السن تصيبه بالانتفاخ والإحساس بالأنا؛ فيتعامل مع الناس على أنه شيء فوق البشر. ويتحول لديكتاتور ملخص حياته أنا الدولة والدولة أنا". وعما إذا كان دخوله عالم السياسة في هذه السن خطورة على شخصيته، قال: "أعتقد أن المشكلة ليست في السن؛ لكن في طريقة التعامل معه"، مشيرا إلى أمراء العائلة المالكة في بريطانيا؛ مثل الأمير هاري وشقيقه ويليام دخلوا عالم السياسة في مرحلة سنية مبكرة، وعلى رغم ذلك لم تتأثر شخصيتهما بالسلب؛ لأنهما يعاملان أمام القانون كباقي المواطنين. وفي تفسيره لتعامل المسؤولين المغربيين بهذه الطريقة للأمير الصغير، قال نايل: "هناك أشخاص على استعداد أن يقدم الكثير من التنازلات التي تتعلق بكرامته في مقابل الحصول على مصالح مادية". وأشار إلى أن "آثار هذا المشهد يمكن أن تنعكس على الجماهير بأن يرسخ في أذهانهم؛ خاصة الصغار منهم الاستعداد النفسي للعبودية أمام المسؤولين"