احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة هذا العام بمناسبة مرور 40 عاما على اتحاد إماراتها السبع، التي كانت تغطيها الرمال والخيام البدوية والقلاع الصغيرة قبل أن تصبح أرضها جنانا خضراء تعلو فوقها المباني الشاهقة، وتحوي إحدى إماراتها، دبي، أعلى مبنى في العالم، ألا وهو برج خليفة. الكثير من سكان الإمارة يجدون فيها بيئة مسالمة للعيش، وهو التصور الذي وضعه حاكم الإمارة، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي أكد في حوار مع شبكة CNN، أن المتطرفين لم يقربوا الدولة أبدا، لأن جميع من يأتون إليها هدفهم هو العمل والعيش بصورة آمنة، والابتعاد عن المشاكل التي قد تشهدها دول أخرى. ويرى الشيخ محمد أن حرية الرأي لا تعني بالضرورة استهداف الآخرين والإساءة إليهم، فالبعض قد لا يرى في دولة الإمارات مثالا يحتذى به في حرية الرأي، ولكنه يؤكد أن لأي شخص حرية التعبير عما يجول في خاطره ما دام لا يمس الآخرين ولا يسيء إليهم. ويضيف الشيخ محمد: "لدينا هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة ديمقراطيتنا الخاصة بنا، فلا يمكن لأي دولة في العالم تصدير ديمقراطيتها إلينا. وطالما أن الشعب الإماراتي راض بحكمنا، سنسعى جاهدين لأن نكون عند حسن ظنهم." وعن أداء الحكومة الإماراتية، التي أقدمت على القيام بالعديد من الأمور التي أحجمت عنها بقية الدول، في ظل غياب الديمقراطية، قال: "كما تعلمين نحن هنا مجموعة قبائل، يجب علينا خدمة شعبنا، وتوفير التعليم والجامعات والمستشفيات والمنازل، فلا يوجد ضرائب هنا، والحكومة تساعد المواطنين." ويعتمد الشيخ محمد بن راشد في حكمه على ما يعرف ب "المجلس الشعبي"، حيث يستقبل المواطنين من حين لآخر للاستماع إلى مطالبهم واحتياجاتهم، ولمحاسبة المسؤولين عن التقصير في ما يخص المواطنين. وبالنظر إلى تبعات الربيع العربي في المنطقة، قد يعتقد البعض أن عدة دول، ومن بينها دولة الإمارات، سعت لإرضاء مواطنيها عبر زيادة الرواتب وفرص العمل، إلا أن الشيخ محمد يرى غير ذلك، ويقول: "الأمر لا يرتبط بالربيع العربي، فقد بدأنا بذلك قبل انطلاق الثورات في تونس ومصر وغيرها. إذا تابعت السنوات العشر الأخيرة في تاريخ الدولة، ستجدين أن حكومة الإمارات عملت على تحسين حياة الشعب الإماراتي عدة مرات." إلا أن الوضع الاقتصادي في دبي شهد هبوطا ملحوظا بعد الأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم قبل نحو ثلاث سنوات، فوفقا للخبير الاقتصادي سعود مسعود، هبطت أسعار العقارات بنسبة 60 في المائة مقارنة بعامين سابقين، كما أن منزلا من كل منزلين غير مأهول بالسكان حاليا، وهو ما يشير إلى أن دبي بحاجة إلى مساعدة مالية وفقا لمسعود. ويسعى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى أن تكون دبي جنة الشرق الأوسط، وأن تبرز كمدينة عالمية وان تكون في المرتبة الأولى بجميع المجالات.