توقفت كافة أوجه الأنشاط الاقتصادية والتجارية في مدينة دبي، أحد أهم المراكز الاقليمية للمال والأعمال في منطقة الشرق الاوسط، بعيد الاعلان رسميا عن وفاة حاكم امارة دبي الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات ورئيس وزراء الحكومة الاتحادية. وأغلقت كافة الدوائر الرسمية ابوابها وأوقفت البنوك والشركات الخاصة أعمالها بدءاً من صباح أمس، في حين اغلق سوق دبي للاوراق المالية تعاملاته، واعلنت ادراة مهرجان دبي للتسوق عن تأجيل كافة الفعاليات الى ما بعد عيد الاضحى المبارك وإلغاء الافتتاح الرسمي للمهرجان الذي كان مقررا مساء أمس الاربعاء. وقد أقفل سوق دبي المالي كافة تعاملاته امام المستثمرين بعد ساعة فقط من اعلان خبر رحيل الفقيد، حيث تعرض المؤشر العام للسوق الى انخفاض بلغت نسبته 3,28٪، وسجل قطاع الاستثمار أعلى نسبة انخفاض بنسبة 5,39٪ تلاه مؤشر قطاع الخدمات بنسبة 4,17٪ ومن ثم قطاع البنوك بنسبة 1,99٪ وسجل قطاع التأمين اقل معدل للانخفاض بنسبة 0,98٪، وشهدت اسهم 13 شركة مدرجة في السوق انخفاضا في قيمة اسهمها، وسجل السوق 2592 صفقة، بقيمة 483,7 مليون درهم اماراتي، هذا ويتوقع عدد من المتعاملين ان يتم الغاء كافة الصفقات لأنها أثرت جميعها سلبا على اداء اسهم الشركات بنسب انخفاض تراوحت ما بين 1,85٪ الى 10,33٪ والتي كانت من نصيب بنك دبي التجاري في حين أن سهم اعمار فقد سجل نسبة انخفاض بمعدل 3,68٪. وفي حديث اجرته «الرياض» مع مدير سوق دبي للاوراق المالية عيسى كاظم، ذكر ان السوق مغلق الى الاسبوع القادم ولن يصدر بيان رسمي بشأن التعاملات الا في وقت لاحق، مؤكدا ان دولة الامارات بشكل عام وامارة دبي على وجه الخصوص تشعر بالحزن والاسى لرحيل فقيد الأمة الشيخ مكتوم بن راشد ال مكتوم. من جهة أخرى اعلنت ادارة مهرجان دبي للتسوق عن وقف كافة فعاليات المهرجان الذي كان من المقرر ان يبدأ مساء أمس الى ما بعد عيد الأضحى، وذلك وفق ماصرح به مكتب مدير المهرجان سعيد النابوده، أما قرار الغاء المهرجان بالكامل فسيكون بناء على قرار من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نفسه، كما ألغت هيئة السياحة في امارة دبي والشركات كافة الاعلانات الترويجية للمهرجان، وقد عبر عدد من المتعاملين في الاوساط السياحية عن تخوفهم من التعرض لخسائر كبيرة خاصة وأن الكثير من الوفود السياحية حجزت بمعدل الاشغال الكامل لكافة فنادق دبي للمشاركة في المهرجان، واستعدت كافة مراكز التسوق للترويج عن بضائعها، فضلا عن قدوم مئات العارضين من مختلف الدول لتسويق بضائعهم والتي تم شحنها فعليا الى دبي، وكانت التوقعات التقديرية بان يدر المهرجان مئات الملايين من الدراهم على الامارة، والتي وضعت خطة استراتيجية جديدة للمهرجان هذه السنة سعت الى تنويع الفعاليات ومراكز انتشارها سواء في قرية دبي العالمية أو مدينة دبي. ونقل محمد علي العبار مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية ورئيس مجلس إدارة إعمار العقارية تعازيه الى سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم لوفاة الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم قائلا: «لقد تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة المغفور له بإذن الله تعالى، صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، راجين من المولى عز وجل أن يسكنه فسيح جنانه. لقد حرص سموه دوماً على دعم السياسات التنموية لإمارة دبي، حيث كان له دور بالغ الأهمية في النهضة الاقتصادية التي تنعم بها الإمارة. فضلاً عن دعمه الكبير لمختلف السياسات والاستراتيجيات التي تبنتها دائرة التنمية الاقتصادية. وسوف تبقى ذكرى الفقيد الكبير في قلوبنا جميعاً وسنفتقد كثيراً حكمته ورؤيته السديدة». وأضاف العبار «لقد ساهمت رؤية سموه الحكيمة في مختلف شؤون دولة الإمارات العربية المتحدة في تحقيق الاستقرار والازدهار للدولة وشعبها، وسوف يفتقد جميع المقيمين من مواطنين ووافدين في الدولة شخصية عالمية كان لها تأثير ودور كبيران في تحقيق النمو والرخاء لدولة الإمارات وعموم منطقة الخليج والشرق الأوسط». «وفي غمرة حزننا على وفاة المغفور له فإن عزاءنا كبير وثقتنا راسخة بأن مسيرة التقدم والنجاح ستستمر بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، وسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وعائلة آل مكتوم الكريمة». وقد أوقفت كافة البنوك تعاملاتها المباشرة مع زبائنها بدءا من ظهر أمس، واعلنت الشركات الخاصة عطلة رسمية لمدة ثلاثة ايام بدءاً من اليوم، في حين اعلنت الامارات الحداد الرسمي لمدة 40 يوما، اغلاق الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية لمدة سبعة ايام. وقد تشهد امارة دبي في الايام القليلة القادمة حركة عكسية بخروج العديد منها سواء من السياح القادمين أو حتى الوافدين بسبب طول فترة توقف الاعمال والتي تزامت مع عيد الاضحى المبارك. هذا واتشحت الامارات العربية المتحدة بالسواد بعيد الاعلان رسميا عن رحيل الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم حاكم دبي نائب رئيس دولة الامارات رئيس الوزراء، حيث وافته المنية فجر يوم أمس في دولة استراليا حيث كان يقضي اجازة خاصة، وقد جاء هذا الاعلان المفاجئ لكافة مواطني دولة الامارات العربية المتحدة الذين انتابهم الحزن الشديد والاسى على رحيل الفقيد، والذين لم يستفيقوا بعد من صدمة رحيل رئيس الدولة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. الا أن المراقبين والمحليين الاقتصادين يعتقدون ان النشاط الاقتصادي سيحقق قفزات جديدة الى الامام خاصة بعد تأكد تولي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حكم امارة دبي اضافة الى منصبي نائب رئيس الدولة ورئيس الحكومة وذلك خلفا لأخيه، ومن المعروف ان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يعد رائد نهضة امارة دبي الاقتصادية منذ قرابة العشر اعوام وصاحب فكر استراتيجي لتنويع فرص الاستثمار وانشاء المشاريع الكبرى التي لا تخدم دبي فقط بل اقتصاديات المنطقة ككل. وجدير بالذكر ان امارة دبي حققت خلال عام 2005 حقق نموا قياسيا وصلت نسبته إلى ما يقارب 16٪ حيث يتوقع أن يصل الناتج المحلي إلى 136 مليار درهم امارتي. وتشير التقارير الاقتصادية الى أن الامارة ستشهد المزيد من النمو خلال السنوات المقبلة وذلك عائد إلى السياسات الاقتصادية المرنة التي تتبعها الحكومة والبيئة الجاذبة للأعمال وتوقع بأن يتمكن الاقتصاد الوطني من تحقيق معدلات نمو مشابهة في العام الجديد 2006 ليصل إلى ما يقرب من 150 مليار درهم.
