فشلت روسيا في إقناع مجلس الامن التابع للامم المتحدة بفتح تحقيق في التقارير حول مقتل عشرات المدنيين الليبيين في قصف لقوات حلف شمال الاطلسي (الناتو). ودعت روسيا إلى إجراء تحقيق دولي في مقتل أعداد من المدنيين خلال التدخل العسكري الذي قاده حلف شمال الأطلسي "ناتو" في ليبيا، وقالت إن الإجراء ضروري لأن الحلف كان قد حاول في السابق إيهام مجلس الأمن بعدم وجود ضحايا، الأمر الذي ردت عليه واشنطن بالقول إن محاولات موسكو ليست أكثر من "مناورة رخيصة." وقال سوزان رايس، ممثلة الولاياتالمتحدة لدى مجلس الأمن: "أمريكا والشركاء في حلف الناتو يأسفون بالتأكيد لسقوط أي ضحية مدنية، ، ولكن هناك تحقيقات تجري حالياً، خاصة تلك التي تقوم بها لجنة حقوق الإنسان" التابعة للأمم المتحدة. وتابعت رايس بالقول إنه في ظل وجود هذه التحقيقات فليس هناك اهتمام من قبل غالبية أعضاء مجلس الأمن ولا من جانب الحكومة الليبية بإجراء تحقيقات إضافية، وقالت: "وبصراحة، لا أبالغ عندما أٌقول بأن هذا الأمر ليس أكثر من مناورة رخيصة لصرف الأنظار عن ملفات أخرى وعن نجاح حلف الأطلسي ومجلس الأمن في حماية الشعب الليبي." وكان السفير الروسي في مجلس الأمن، فيتالي تشوركين، قد دعا إلى إجراء تحقيق في سقوط المدنيين بليبيا خلال الغارات الجوية التي نفذتها طائرات حلف شمال الأطلسي، واتهم قادة الحلف بأنهم "دفعوا مجلس الأمن إلى الاعتقاد بعدم وجود ضحايا." وقال تشوركين إن بعض الدول قد تشير إلى وجود تحقيقات أخرى جارية، ولكنه أردف بالقول إن ذلك لا يمنع من وجود تحقيق مركز لأن ما تقوم به المحكمة الجنائية الدولية مثلاً "قد يستغرق سنوات." ولدى سؤاله عمّا إذا كان الطلب الروسي يأتي لتغطية ما يجري في مناطق أخرى، وعلى رأسها سوريا، حيث تعارض موسكو أي تحرك لمجلس الأمن، رد السفير الروسي بالقول: "نحن اليوم هنا لمناقشة مسألة ليبيا،" مضيفاً أن بلاده ستتابع العمل على هذا الملف. وكان مكتب الإدعاء في المحكمة الجنائية الدولية قد أعلن الثلاثاء، أنه سيترك قضية التحقيق في ظروف مقتل الزعيم الليبي الراحل، العقيد معمر القذافي، بيد السلطات الليبية الجديدة، على أن يعود لمراجعة مدى الحاجة إلى إجراء تحقيق خاص خلال العام المقبل. بينما وجه رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، بأصابع الاتهام في مقتل القذافي، إلى الولاياتالمتحدة، قائلاً إن طائرات أمريكية بدون طيار، وقوات خاصة، شاركت في "اغتيال" الرجل الذي حكم ليبيا لنحو أربعة عقود، في 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وكانت منظمات حقوقية نشرت تقارير تفيد بمقتل مدنيين جراء قصف الناتو خلال حملته العسكرية على ليبيا التي استمرت ثمانية اشهر. وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش نشرت تقريرا موثقا حول مقتل 50 مدنييا ليبيا في قصف لقوات الناتو ونشرت صحيفة نيويورك تايمز تحقيقا مماثلا. وتقول المحكمة الجنائية الدولية انها تتحقق مما اذا كان المقاتلون الموالون للقذافي والمعارضون له الذين قتلوه وحلف الناتو قد ارتكبوا جرائم حرب في ليبيا. وردد السفير الفرنسي في الاممالمتحدة موقف السفيرة الامريكية مشيرا الى ان السفير الروسي يريد حرف الانتباه بعيدا عن سوريا. وكانت روسيا والصين امتنعتا عن التصويت على قرار مجلس الامن الذي فوض الناتو بالعملية العسكرية في ليبيا بفرضه منطقة حظر طيران فوق ليبيا واتهمتا الناتو بتجاوز مهمته بالحملة العسكرية لاسقاط نظام القذافي.