إلى الشمال من مدينة "تكريت"، مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، تقع قرية "الصقور"، والتي يقول سكانها إن حياتهم معرضة للخطر بشكل دائم، واليوم تحمل هذه القرية لقب "قرية الخونة." عادل نصيف، أحد شيوخ قبائل القرية، أوضح لCNN سبب هذه التسمية، مشيراً إلى أنه على بعد خطوات من منزله تقع قاعدة "سبايكر" العسكرية الأمريكية، والتي تسلمتها القوات العراقية مؤخراً، ويقول إنه من الصعب مجرد النظر إلى القاعدة التي كان يعمل فيها أكثر من مائة من أهالي القرية. وروى بعض الرجال الذين اجتمعوا في منزل الزعيم القروي، قصص العديد من العراقيين الذين قتلوا، بسبب عملهم مع الأمريكيين، وقال نصيف: "لقد استمرت التهديدات منذ اليوم الأول وحتى هذه اللحظة." وقد انتظر العراقيون أن تأتي لهم أمريكا بالازدهار وفرص العمل، ولكنهم لم يحصلوا على شيء سوى التهديد بالقتل بسبب عملهم مع قوات الاحتلال. وكانت القاعدة العسكرية الأمريكية، في عهد صدام، مقراً للأكاديمية العسكرية الجوية، وكان العسكريون يعيشون فيها مع أسرهم، وعندما غزا الأمريكان العراق، قاموا بتسليم أسلحتهم. وقال أحد الشبان الذين كانوا يعملون كمترجمين مع القوات الأمريكية، طلب عدم كشف هويته خوفاً من أن يتعرض للقتل: "عندما حضر الأمريكيون وتحدثوا إلينا كنا سعداء بقدومهم، رأينا أنهم قادمون لمساعدتنا وليس لقتلنا." أحد الذين عملوا مع الأمريكيين كمترجم، يعيش الآن في الولاياتالمتحدة في إطار برنامج اللجوء للعراقيين الذين واجهوا تهديدات بالقتل بسبب عملهم مع القوات الأمريكية، كان من القلائل الذين حالفهم الحظ بالهرب إلى الولاياتالمتحدة، وما زال الكثيرون ينتظرون بقلق فرصة النجاة بأرواحهم. إلا أن الأمر بالنسبة لوالدته، وتُدعى رقية محمد، يُعد مأساوياً، حتى أنها تتمنى لو أن الأمريكان لم يدخلوا العراق، وبقي ولدها إلى جانبها. ويسود شعور بالغضب تجاه الأمريكان، الذين ادعوا أنهم جاءوا لتحريرهم من كابوس جثم على صدورهم لوقت طويل، وبدلاً من ذلك تركوهم ليواجهوا كابوساً من نوع جديد.