تسبب اسم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين باعتقال رجل دين معروف في تكريت، أصر على عدم رفع اسم صدام من لوحة الجامع الكبير في تكريت الخميس. وحمل الشيخ جمعة الدهيمة احد، ابرز الدعاة في تكريت صباح الخميس، الواناً، وخط بيده اسم صدام على واجهة الجامع الكبير في تكريت ما تسبب باعتقاله. وكان الرئيس الراحل اطلق على اكبر مسجد في تكريت بني اواخر تسعينات القرن الماضي اسم جامع صدام الكبير وحملت اللوحة الاسم حتى عام 2006 ، عندما قررت الحكومة المحلية تغييره الى «الجامع الكبير» ورفعت صورة منحوتة لصدام عن واجهته. ولم تخل مدينة عراقية من بناية او شارع او مسجد او مستشفى من اسم صدام، وكان العراقيون يتندرون بمن «خرج من مدينة صدام وسلك طريق صدام وعبر جسر صدام للوصول الى مستشفى صدام». لكن عام 2003 شهد سباقاً يحمل دلالات على إزالة اسم صدام عن الشوارع والجسور والبنايات واستبدال أسماء تتلاءم والطابع المذهبي للمدينة بها، فاصبحت «مدينة صدام» «مدينة الصدر»» وصار مستشفى صدام مستشفى الحسنين، وتغير مسجد صدام الى مسجد ابن تيمية وهكذا. وشهدت السنوات الماضية حملة ازالة لم تشمل فقط تماثيل وصور صدام التي كانت تنتشر في كل المدن العراقية وصولا الى البلدات الصغيرة والقرى، بل شملت جداريات ونصباً وتماثيل تشير الى الحرب العراقية الايرانية او الى شخصيات من تاريخ العراق الحديث. ويقول محمد نجل الشيخ المعتقل جمعة الدهيمة ل «الحياة» ان والده لم يكن يحاول تسجيل موقف سياسي « بل انه رفض تغيير اسم الجامع باعتباره تاسس بهذا الاسم وحمله وكان يقول ان موقفي هو احقاق للحق ليس الا». ويقع الجامع الكبير في شارع 40 وسط تكريت قريباً من مستشفى «صدام العام» الذي تغير الى اسم «مستشفى تكريت التعليمي». وأكد مصدر في الشرطة اعتقال الشيخ الدهيمة وقال انه «اعتقل بينما كان يغير واجهة الجامع الكبير ويخط عليها اسم صدام على رغم ان تغيير الاسم لم يتم بقرار فردي وانما بقرار من الحكومة المحلية التي هي بدورها محكومة بقرارات صادرة من الحكومة والبرلمان في نطاق دستور يمنع الترويج لصدام». ويؤكد محمد الدهيمة ان والده (59 سنة) الذي سبق ان اعتقل 9 مرات ، مرة على يد القوات الاميركية وثماني مرات على يد الشرطة، بتهمة اثارة الشغب. وهذه المرة هاجمه 30 شرطياً واقتادوه الى مديرية المكافحة الخميس الماضي». والشيخ الدهيمي هو عميد سابق في الجيش اصبح داعية اسلامياً وخطيباً في الجامع الكبير بعد 2003 ، قبل ان يعتكف عن الخطابة منذ عامين وهو احد ابرز الوجوه الاجتماعية في تكريت ويقصده الأهالي للفتوى، على رغم ان نجله يؤكد انه ليس مفتياً بل هو داعية اسلامي». وتعد تكريت معقلا لأنصار الرئيس العراقي السابق. لكنها صنفت من بين المدن الأكثر امناً منذ عام 2003 حيث لم تشهد اعمال عنف ولا هجمات كبيرة مقارنة بالمدن القريبة منها مثل سامراء وبيجي والانبار. ويعزو اهالي تكريت وهي احدى اهم اربعة مدن في محافظة صلاح الدين ذلك إلى ان تنظيم «القاعدة» فشل في الحصول على موطئ قدم في المدينة بسبب توجهات سكانها.