رأى الشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي أن المجلس العسكري بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي يسير على خطى نظام الرئيس السابق حسني مبارك، معتبرا أن البلاد لن تخرج من أزمتها الراهنة إلا بالاقتداء بالتجربة التونسية التي حققت نجاحا كبيرا بتشكيل برلمان ومجلس تأسيسي ينتخب رئيسا للبلاد. وقال الأبنودي "خطاب المشير لا يفرق كثيرا عن خطاب مبارك قبل التنحي، لقد توقعته قبل أن يقوله، لم يكن في الخطاب جديد لكن المشير ظهر عليه ملامح الرئيس السابق كثيرا". وأضاف "أن المجلس العسكري يصر على ترك الفلول وكل المسؤولين الذين أفسدوا الحياة السياسية في عهد النظام السابق، خاصة أن قانون العزل الذي أصدره لا قيمة له، حيث إنه فضفاض وقد تستمر ملاحقة الفلول من خلاله عبر القضاء لسنوات كثيرة دون أن نبعدهم عن الحياة السياسية". ودعا الشاعر المصري إلى الاقتداء بالتجربة التونسية الديمقراطية والراقية بعد الثورة، خاصة أنه جرت على أفضل ما يكون وحسب مطالب الشعب والثوار الذين تمردوا على الفساد في البلاد، وأطاحوا بالرئيس زين العابدين بن علي، مشيرا إلى أن التجربة بدأت جيدة واقتربت من النجاح الكامل. وأوضح الأبنودي أن تونس تمكنت من الوصول إلى تشكيل البرلمان، فضلا عن تشكيل مجلس تأسيسي ينتخب رئيس البلاد، لافتا إلى أنه رغم فوز التيار الإسلامي في الانتخابات البرلمانية إلا أنه لا توجد صبغة دينية كاملة في البلاد، كما تقوم التيارات الدينية بالإعلان في مصر حاليا رغم أنها لم تصل للحكم بعد. وأشار إلى أن تونس قامت بتطبيق العزل السياسي على من أفسدوا الحياة السياسية في تونس، لافتا إلى أنه تم إبعاد كل المسؤولين وأعضاء البرلمان خلال عهد بن علي عن ممارسة الحياة السياسية لمدة خمس سنوات. وهاجم الشاعر المصري بشدة المجلس العسكري بعدما أقدم على قتل أسر شهداء ثورة 25 يناير في ميدان التحرير بأن أطلق عليهم وحوشه من قوات الشرطة بداية من السبت الماضي، مستنكرا مشاهد القتل والعنف التي تعرض لها المعتصمون في التحرير وعرضت على كافة شاشات القنوات الفضائية. واعتبر الأبنودي أن المجلس العسكري يسعى إلى الحفاظ على مصالحه على حساب الشعب والبلد، لافتا إلى أنه أصبح معاديا لقوى الثورة من الشباب في التحرير، على الرغم من أن هذه القوى هي التي منحته الشرعية في تولى مقاليد السلطة في البلاد. وأشار إلى أن المجلس العسكري يرتكب خطأ تاريخيا بتصالحه مع القوى السياسية على حساب شباب الثورة، لافتا إلى أن الشباب لن تقتل طموحاتهم في ميدان التحرير، وأن القرار النهائي لهذه الأزمة سيخرج من التحرير وليس عبر القوى السياسية التي لا تملك أي تأثير في الميدان. وأكد الشاعر المصري أن الشباب استعاد ثورته، وطرد كل الرموز المصطنعة من ميدان التحرير الذين ركبوا على الثورة، لافتا إلى أن المجلس العسكري لن يستطيع إدارة الأمور مرة ثانية إلا بإرضاء هؤلاء الشباب وتنفيذ مطالبهم وفورا. وانتقد الأبنودي جماعة الإخوان المسلمين الذين تضامنوا مع المجلس العسكري بعدم نزولهم إلى ميدان التحرير، مشيرا إلى أنهم فقدوا الكثير، خاصة أن تفكيرهم الآن ينصب فقط على إجراء الانتخابات من أجل الفوز ومن ثم تولى مسؤولية حكم البلاد. واعتبر أنه رغم عودة الثورة إلى ميدان التحرير مرة ثانية إلا أنها ما زالت في خطر لأنها تفتقد القائد أو الحزب الذي يقاتل حتى يتولى السلطة ومن ثم يعيد صياغة المجتمع ويضع كوادره، منتقدا انقسام شباب الثورة في أحزاب كثيرة وعدم تكوين حزب ثوري جماهيري واحد حتى يكون قادرا على التصدى لبقية القوى السياسية.