شهد الكونحرس الأمريكي نقاشاً ساخناً بين القيادي الجمهوري، جون ماكين، ووزير الدفاع ليون بانيتا، حول مستقبل الوضع في العراق، إذ قال النائب المعارض إن البيت الأبيض تسرّع في قرار الانسحاب من ذلك البلد، متوقعاً أن تتحول الخطوة إلى "انتصار لإيران،" بينما دافع الوزير عن القرار، معتبراً أن بغداد قادرة على الوقوف بمفردها بوجه العنف المتطرف والانقسام السياسي والتدخل الإيراني. وقال ماكين، خلال جلسة للجنة القوات المسلحة إن الانسحاب "سيكون له تداعيات سلبية خطيرة على استقرار العراق والمصالح الأمنية القومية للولايات المتحدة." وأضاف ماكين: "من الصعب ألا نرى بأن هذا الانسحاب للقوات الأمريكية سيمثل انتصاراً لإيران،" منتقداً الفشل في التوصل إلى اتفاق يضمن استمرار بقاء الجيش الأمريكي لفترة إضافية في العراق. من جانبه، رد بانيتا بالقول إن العراق قادر على الوقوف بمفرده بمواجهة كافة التحديات الداخلية والخارجية، مشيراً إلى أن القوات الأمريكية تمكنت من تبديل الوضع على الأرض في العراق بعد سنوات من القتال الشرس بشكل سمح للعراقيين ببناء مؤسسات رسمية. وتدخل ماكين ليرد على بانيتا بالقول إن إدارة الرئيس باراك أوباما لم تكن ترغب جدياً في التوصل إلى اتفاق مع العراق لتمديد بقاء القوات الأمريكية، فرد الوزير بالقول: "هذا غير صحيح.. وجهة نظرك حول التاريخ تختلف عن وجهة نظري." وأمام الولاياتالمتحدة حتى 31 ديسمبر/كانون أول المقبل لسحب قواتها بموجب الاتفاقية الموقعة بين البلدين في عام 2007. وكان مسؤولون أمريكيون دخلوا في مناقشات لإبقاء عدة آلاف من المدربين والمستشارين في العراق، ولكن لم يستطيعوا التغلب على مأزق منح القوات الأمريكية حصانة تتجاوز الموعد النهائي للانسحاب، ما دفع أوباما إلى الإعلان عن عدم بقاء أي جندي بعد 2011. وقال مسؤول عسكري أمريكي مطلع على خطة الانسحاب إن "عددا صغيرا" من الجنود سيبقى تابعا لسفارة الولاياتالمتحدة في دور أمني، ولكن الآلاف من المتعاقدين والدبلوماسيين الذين لا يزالون في العراق سيعتمدون على نحو 5 آلاف متعاقد خاص لتوفير الأمن.