أسهمت المشروعات الجديدة في المشاعر المقدسة ( منى ومزدلفة وعرفات ) بشكل كبير في قضاء الحجاج لمناسكهم وعدم الانشغال بالسبل التي سيسلكونها أو كيفية أدائها مطمئنين هانئين . ورصدت وكالة الأنباء السعودية خلال جولتها في مشعر منى انبعاث الطمأنينة والسعادة من حجاج بيت الله بعد إتمام نسك الرمي براحة لم يكونوا يلمسونها في الأعوام السابقة التي خلت من مشروعات التطوير في الجمرات . وحققت أدوار الجمرات الخمس ، والجسور الموصلة للمخيمات وقطار المشاعر ، بالإضافة إلى المصاعد الكهربائية أهدافها بمرونة الرمي وتفويج الحشود في كل وقت ، الأمر الذي أسهم في أن يتحول مشعر الرمي من أشد مراحل الحج إلى أيسرها ، بفضل الله ثم بفضل المشروعات الكبيرة التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة الحجاج وضيوف الرحمن. وفي استراحة قصيرة لتناول الفواكه ، يستعد حاجان قادمان من جمهورية مصر العربية للإنطلاق نحو الجمرات للرمي والتحلل ، بعد أداء معظم النسك وهم في راحة وأمن يقول أحمد حسني " لم أتوقع أن يكون الحج بهذه الصورة من السهولة ، والراحة واليسر ". وأضاف " كنت أسمع عن التعب الجسدي والإرهاق في الحج ، إلا أنني لم أشعر بذلك ، ولن أحسه بإذن الله وأنا أهم برمي جمرة العقبة. وأشار أن روح العبادة والخشوع ، أزاحت كل أشكال الجهد" . وأكد الحجاج ل " واس " أن رمي الجمرات في السابق كان الهاجس الأكبر لهم ، جراء ضيق المكان وتكاثف الحجاج في وقت واحد ، واصفين مشروعات الجمرات بالهائلة وغيرت وجهها ، وصارت متنفسا للحجاج في المشاعر ، ومكانا آمنا يتنقل الحاج عليه براحة ويسر. وقال الحاج عبدالله ولد بيه من موريتانيا : حججت قبل أكثر من عشر سنوات وأحسست بإرهاق وتعب شديدين بعد رمي جمرة العقبة الكبرى ، حيث التدافع على أشده هناك. وبين أن هذا الهاجس صاحبه حتى رأى مشعر منى ، وقال : لم أصدق هذه النقلة النوعية ، وأين جمرة العقبة ؟ . مؤكدا أن الطريقة الهندسية التي جرت فيها تنفيذ مشروع الجمرات أثمرت بسهولة أداء منسك الرمي على الحجاج ، داعيا الله تعالى لحكومة المملكة بالتوفيق والسداد على جهودها التي بذلت .