آثار إعلان لشركة مصرية تطلب موظفين متدينين، جدلاً على موقع "فيس بوك"؛ حيث اعتبره شبابٌ إقصاءً لا يجوز للمسيحيين، وسخر منه آخرون متسائلين عن مواصفات الشخص المتدين من وجهة نظرهم، فيما اعتبره داعيةٌ مسلمٌ إقصاءً للمسيحيين. وكان الإعلان قد انتشر على كثير من صفحات الموقع الاجتماعي بعد أحداث الفتنة الطائفية التي شهدتها مصر مؤخرًا أمام منطقة ماسبيرو، وقدَّمه البعض على أنه "إعلان طائفي"؛ إذ يتصدره بالخط العريض شرط "مطلوب متدينين" لشركة تكييف. وتأتي الشروط الأخرى بعد ذلك بخط أصغر، ومنها الحصول على مؤهلٍ عالٍ، ويُفضَّل خريجو التجارة والخدمة الاجتماعية. وقال ميدو يوسف: "متدينين يعني إيه؟ مش يفسروا و يقولوا مثلاً (مش هنقبل اللي مش حافظ على الأقل 20 جزء من القرآن) عشان الناس تفهم؛ لأن اليومين دول العملية بقت مش مفهومة". وتساءل أحمد غنيم عن وضع المسيحيين في هذا الإعلان. وقال: "يعني المسيحيين مش هيكون ليهم نصيب في الوظيفة ولا إيه المقصود بالضبط". وأجاب خالد مصطفى على سؤال غنيم، مشيرًا إلى أنهم من المؤكد يقصدون المسلم المتدين. وأضاف: "بقى بالذمة ده مش يبقى تخلف في وقت نسعى فيه لتأكيد مفهوم المواطنة؟!". من ناحيته، رفض د.محمد الشحات الجندي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية انتقاد واضعي شروط الوظيفة، مؤكدًا أن من حقهم اشتراط التديُّن. وقال: "لا غضاضة في ذلك؛ فالرسول عندما حدد مواصفات الزوجة فضَّل ذات الدين وقال: (فاظفر بذات الدين تربت يداك)، والأمر نفسه قد ينطبق على الوظيفة، خاصةً إذا كانت تحتاج إلى مواصفات أخلاقية معينة مثل الأمانة". ولكنه في الوقت نفسه اعتبر الإعلان يُقصي المسيحيين من الوظيفة. وقال: "التدين ليس حكرًا على المسلم فقط؛ فهناك المسيحي المتدين أيضًا". ويأتي الإعلان عن التوظيف في وقت تشهد فيه مصر احتقانًا طائفيًّا دفع عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية والمرشح المحتمل لرئاسة مصر؛ إلى التحذير من احتمال نشوب حرب أهلية في مصر. ووصل الاحتقان إلى الذروة بوقوع مصادمات بين مسيرة للمسيحيين وقوات الجيش والشرطة أمام مبنى التلفزيون المصري في ماسبيرو؛ ما أدى إلى مقتل 25 بينهم 3 جنود والباقي من المدنيين.