استعاد طفل بريطاني حاسة السمع التي فقدها لمدة خمس سنوات جراء إصابته بمرض التهاب السحايا، وذلك بعدما أجريت له جراحة ناجحة لزراعة القوقعة. وكان الطفل تروي بروبيرت (7 سنوات) قد فقد حاسة السمع عندما كان عمره عامين إثر إصابته بالمرض للمرة الأولى في عام 2006 جراء سقوطه من سرير بطابقين، الأمر الذي تسبب في كسر جمجمته. وتروي نيكولا (32 عاما) والدة بروبيرت قصة مرضه قائلة: "لقد رأيته عندما كان يسقط فأسرعت لإنقاذه، لكن كان هذا بعد فوات الأوان.. لقد سمعت صوت فرقعة جراء اصطدام رأسه بالأرض، ولذلك علمت أن الأمر خطير. أسرعت به إلى المستشفى، وبعد إجراء العديد من الأشعة اكتشفوا أن عظم الجمجمة كسر من الخلف". وجراء هذا الحادث أصيب تروي بالصمم في أذنه اليسرى وحذر الأطباء من إمكانية أن يتعرض للإصابة بالتهاب السحايا جراء السائل المتسرب من كسر الجمجمة، وهو ما وقع بالفعل خلال شهر؛ حيث أصيب تروي بالحمى وانطلقت به والدته إلى المستشفى لتتأكد هناك إصابته بالتهاب السحايا. وتضيف الأم المقيمة في مدينة جلوسيستر جنوب غرب إنجلترا: "بدؤوا العلاج مباشرة لابني وأنا جلست إلى جانب سريره أقرأ له القصص حتى تعافى. لكن عادت نفس الأعراض بعد عدة أشهر ليفقد في هذه المرة السمع في أذنه اليمنى". وأصيب الطفل بحالة من الهلع جراء فقده السمع تماما؛ حيث ظل يصرخ ويقول: "أمي أمي لا أستطيع أن أسمع شيئا"، وبدأ يقذف بالأشياء من حوله. وظلت الأسرة في صراع مع المرض لعدة سنوات بحثا عن علاج لطفلها، حتى نجح الأطباء في مستشفى رويال بريستول للأطفال في يوليو الماضي في زراعة قوقعة في أذني تروي لتمنحه القدرة على السمع. وتصف نيكولا لحظة نجاح العملية بالقول: "كانت أجمل لحظات عمرنا عندما نجحت عملية زراعة هذه القوقعة.. لقد استنار وجهه وأصبح متحمسا.. إن ما حدث أشبه بمعجزة". وتضيف: "قال لي صوتك مثل الموسيقى.. مثل ضرب الطبول.. لقد ظل يضحك ويقول لي تكلمي معي يا أمي أنا أستطيع أن أسمعك.. ومنذ إجراء العملية وهو يقضي وقتا طويلا في الحديقة ليسمع كل الأصوات بداية من نبح الكلاب إلى ضحك إخوته".