استأثرت قضية مقتل القيادي في تنظيم القاعدة أنور العولقي الأمريكي المولد، على النصيب الأكبر من عناوين الصحف الدولية الصادرة السبت 1 اكتوبر 2011 والتي أثارت جدلا حول مقتل الرجل، ومدى قانونيته باعتباره مواطنا أمريكيا. فقد كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن "وزارة العدل الأمريكية أرسلت مذكرة سرية تجيز استهداف وقتل أنور العولقي، رجل الدين الأميركي المولد والذي قتل في غارة أمريكية نفذتها طائرة دون طيار يوم الجمعة." وأضافت الصحيفة أن "الوثيقة جرى تقديمها بعد مراجعة للقضايا القانونية التي أثيرت من حول قتل مواطن أمريكي، من قبل كبار المحامين،" ناقلة عن مسؤولين قولهم إنه "لا توجد معارضة حول مشروعية قتل العولقي." ونقلت الصحيفة عن مسؤول وصفته بأنه كان قريبا من المناقشة والمداولات التي جرت داخل الإدارة الأمريكية، قوله "ما يشكل واجبا في هذه الحالة هو نفسه ما يشكل الواجب في الحرب." وقد واجهت الإدارة الأمريكية تحديا قانونيا وانتقادات علنية لاستهداف العولقي، الذي ولد في نيو مكسيكو، وذلك بسبب الحماية الدستورية المكفولة للمواطنين في الولاياتالمتحدة، وفقا للصحيفة، التي قالت إن مذكرة وزارة العدل كانت محاولة لحل الجدل القانوني حول ما إذا كان الرئيس يستطيع أن يأمر بقتل المواطنين الأمريكيين في الخارج كإجراء لمكافحة الإرهاب. وتابعت الصحيفة تقول إن عملية قتل العولقي نفذتها وكالة الاستخبارات المركزية المعنية، لافتة إلى قول المسؤول استخباراتي سابق بأن "وكالة الاستخبارات المركزية لن تقوم بقتل مواطن أمريكي من دون تفويض مكتوب." وتابعت صحيفة "نيويورك تايمز،" الأمريكية ذات الجدل، وقالت إن "العولقي، وهو مواطن أميركي ضرب بصاروخ أطلق من طائرة بدون طيار تديرها حكومة بلده، ما أثار نقاشا صعبا حول الحرب على الإرهاب والحريات المدنية والقانون." وتساءلت مجموعة من المدافعين عن الحريات المدنية وداعية أمريكي مسلم كيف يمكن للحكومة أن تنهي حياة مواطن أميركي على أساس معلومات استخبارية سرية ودون محاكمة، وقالوا إن قتله هو إعدام من دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة التي يكفلها الدستور، وفقا للصحيفة. وقد ضغطت هذه الحجة دون جدوى في محكمة فيدرالية في العام الماضي من قبل الاتحاد الأميركي للحريات المدنية ووالد العولقي، ناصر، وهو وزير الزراعة السابق في اليمن، بعد أن رفض القاضي قضيتهم. وتحت عنوان "قتل العولقي قد يجعل صالح أقوى، واليمن أخطر،" نشرت صحيفة إندبندنت البريطانية مقالا تحليليا للكاتب شاشانك جوشي، يقدم فيه تحليلا لآثار العملية الأمريكية على الوضع السياسي والأمني في المنطقة والعالم. ويرى جوشي أن هناك احتمال كبير بأن تكون المعلومات الاستخباراتية التي قدمتها السلطات اليمنية للأمريكيين بشأن العولقي وتحركاته هي التي أدَت في نهاية المطاف إلى قتله، وهو أمر يعد مجرد محاولة من قبل نظام الرئيس علي عبدالله صالح "للبقاء السياسي." ويقول الكاتب: ربما يكون الخطر الأكبر الآن هو أن يقنع صالح من يدعمونه في الخارج بأنه بالفعل هو رجلهم في صنعاء، وإن كان تمسكه بالسلطة سيؤدي إلى تمزيق اليمن."