تتفاقم مشكلة اكتساب التصرفات لدى أبناء النساء العاملات، عبر وجودهم في الحضانة والروضات المتخصصة في رعاية شؤون الأطفال، مع عدم ملاحظة بعض الأمهات على تصرفات الأطفال. وتتطور المشكلة مع المراحل العمرية مما يؤدي إلى الاستمرار في التصرفات السلبية التي تنعكس على تربية الطفل وتنشئته. أسماء إبراهيم موظفة في إحدى الشركات الكبرى بالمنطقة الشرقية، أكدت ل (عناوين) أن الحضانة كانت سبباً رئيسياً، لإدخالها في المتاهات في كيفية التعامل مع ابنتها عندما بلغت سن المراهقة، قائلة "عمر ابنتي 9 أعوام،عاشت فترة طفولتها الأولى بحضانة جانب المنزل، وأنا كنت أعمل في إحد الجمعيات الخيرية، فتسنى لي في إحد المرات أن أرى حقيبتها، فتفاجأت أن بداخل حقيبتها أحمر الشفاه". وتشبه الموظفة في أحد المستشفيات (فهده العبد القادر) أبناء النساء العاملات، ب (الضحايا) فهم من يتحملون "غياب عطف الأم، ولا نعلم ما يحدث في الأماكن المخصصة لتربيتهم، فالعديد من الألفاظ النابية، والسلوكيات غير السوية، ناهيك عن العنف، قد يصاب به الطفل، وترتفع حمى تلك الأعراض عندما يرى الطفل والدته، باعتبارها متنفسه". وتقترح العبد القادر"إنشاء حضانات أسوة بالدول الأخرى، لكي لا ينبثق جيل متخلف مليء بالعنف والأمراض النفسية". وتجمع العديد من الموظفات العاملات، على الصعوبات التي يواجهنها نتيجة غياب دور الحضانة، لرعاية أبناء العاملات، وعدم السماح بإقامتها في مدارس التعليم العام. وتلجأ بعض العاملات إلى طرق غير قانونية، وهذا ما تكشف عنه المعلمة نورة علي بقولها "اضطررنا لعمل حضانة في منزل الحارس بأخذ قسم منعزل، وزوجته؛ إضافة إلى موظفة أخرى تكفلنا نحن بصرف الرواتب إليهن، لضمان رؤية أطفالنا والتواصل معهم خلال ساعات العمل، فالحضانات التي تبعد عن مقر عمل الأم حكاياتها مليئة بالحوادث والإهمال". الباحثة الاجتماعية نسرين القاضي تربط بين المسؤوليات التي تقع على عاتق الأم وبين مراقبتها الدائمة لأبنائها، مضيفة "عدد القضايا التي في هذا السياق كثرت في الآونة الأخيرة، فكثير من الحالات أعالجها في الوقت الحالي لأطفال لاتتعدى أعمارهم ال6 أعوام، وأحدهم يعاني من حركات غير سوية، وهذا ما يولد مشاكل تربوية ونفسية تصل إلى مراحل أخرى تفوق الروضة والحضانة". وتوجه القاضي النصح للأمهات العاملات بمتابعة سلوك الطفل بشكل يومي، خوفاً من زيادة ذلك إلى مرحلة يصعب معالجتها، وتضيف:"بعض الروضات والحضانات تتحصن بمبادئ دينية وقيم اجتماعية، تنفع الطفل وهناك من يتعلمون الألفاظ السيئة ، ويتم تناقلها من طفل لآخر فلا أعتبر، أن عمل المرأة مقياس لفشلها بتربية أبنائها". وتؤكد أن هذه المرحلة تحتاج إلى رعاية واهتمام ومتابعة مستمرة لتنمية مواهب الأطفال بعيداً عن التصرفات السيئة والسلوكيات الشاذة .