للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات السلمية في سوريا والمناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، وبعد ما يزيد على خمسة شهور من القمع الوحشي والمروع لهذه التظاهرات، دعت الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، صراحة الخميس 18 اغسطس الرئيس السوري إلى التنحي عن السلطة. ففي خطوة تستبق التظاهرات المنتظرة في سوريا الجمعة 19 اغسطس والتي تنطلق تحت مسمى "جمعة بشائر النصر"، دعا الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الرئيس السوري، بشار الأسد، للتنحي عن السلطة، كما فرض عقوبات قاسية على الحكومة السورية وهي الخطوة الأولى من نوعها التي تتخذها الإدارة الأمريكية منذ بدء الاحتجاجات في سوريا قبل أكثر من خمسة شهور. وكانت الولاياتالمتحدة قد كررت أكثر من مرة أن شرعية الأسد تتآكل وأنه فقد شرعيته وأن سوريا من غير الأسد ستكون أفضل ، وظلت الإدارة الأمريكية تقاوم الدعوة العلنية لتنحيه. وهذه الدعوة العلنية للأسد بالتنحي عن السلطة والمنتظرة منذ بعض الوقت، تمت بالتنسيق مع الوثيق مع الدول الأوروبية وتركيا والدول العربية الحليفة. وجاءت هذه الخطوة بعد يوم على إبلاغ الرئيس السوري للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بأن العمليات العسكرية والأمنية ضد المتظاهرين الحكوميين توقفت، وفقاً لبيان صادر عن مكتب بان كي مون. وبخصوص العقوبات الاقتصادية الجديدة فإنها تتضمن منع المستثمرين الأمريكيين من الاستثمار في سوريا. وكررت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون إن مرحلة التحول الديمقراطي في سوريا قد بدأت وأن الأوان قد حان لكي يتنحى عن السلطة. وفي خطوة منسقة مع الدول الأوروبية، دعت فرنسا وألمانيا وبريطانيا الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي. وجاءت الدعوة الأوروبية في بيان مشترك شارك فيه رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وجاء في البيان المشترك: "قد تجاهلت السلطات السورية الدعوات الحثيثة في الأيام الأخيرة والتي وجهها مجلس الأمن الدولي والعديد من دول المنطقة ودول مجلس التعاون الخليجي والأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي". وأضاف البيان: "وظلت السلطات السورية تقمع بعنف ووحشية شعبها وترفض تلبية مطالبه وأمانيه المشروعة، كما تجاهلت الأصوات المنبثقة من الشعب السوري وظلت تخدعه وتخدع المجتمع الدولي بوعود فارغة". وقال البيان أيضاً "إن فرنسا وألمانيا وبريطانيا تكرر إدانتها للقمع الدموي للمظاهرات السلمية الشجاعة والانتهاكات البالغة لحقوق الإنسان التي ارتكبها الرئيس الأسد وسلطاته طوال شهور."