الآثار المريرة لأزمات الحروب والنكبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية دفعت بالمحبطين الروس إلى لعبة " الروليت " قبل أن تستبد في فترة لاحقة بيائسين في دول عربية عصفت بأمنها واستقرارها أزمات طاحنة ردحاً من الزمن .. حيث يدور مسدس برصاصة واحدة في إحدى فجوات مخزن الذخيرة بين مجموعة من المغامرين الناقمين على الحياة .. فيصوب أحدهم فوهة المسدس إلى رأسه ، والمحظوظ هو من يسلم أخيراً ليفاجأ في قمة جنون الإثارة أنه ما يزال لعمره متسع من الزمن ! .. في بعض دول الخليج العربي وبالأخص في قطر والسعودية انتشرت ظاهرة " الديك والدجاجة " حيث يلتقي بسيارتيهما اثنان من الشباب الأحمق الذي يبحث عن بطولة تؤكد رجولته ! .. يشحنهما لعدم التراجع دون المواجهة حشد من الجمهور الشغوف بجنون الإثارة على حساب غيره .. فيضع كل منهما رجولته على المحك أمام الناس ( الذين يعرفونه والذين سيعرفونه ! ) فلا ينحرف بسيارته عن مناطحة منافسه وقد انطلقا بسيارتيهما بسرعة هائلة باتجاه بعضهما وجهاً لوجه .. من ينحرف تاركاً الطريق للآخر في اللحظة الأخيرة الحاسمة هو الدجاجة ! .. عاش الديك !. صراع الديوك أطاح ويستمر ليطيح بأعداد من الدجاج أو الشباب الأحمق الذي يتورط في المواجهة تحت تأثير حالة من " المهايط " أو الحرج من " الربع " .. أو تحت تأثير عقار ٍ ما بحثاً عن رجولة لا تأتي وقيمة لا يعطيها إياه واقعه الفارغ ! .. كم من أجوف منكوب استثاره للمشاركة ذوو " الطواقي " الصغيرة وخصلات الشعر الطويلة " المرتزين " على " الجيوب " .. حين يرفع أحدهم عقيرته باستفزاز : " وينكم يالدجاج " ؟!. ( عبد الله العتيبي ).