عندما كتبت ضد بعض الممارسات التي يمارسها نظامنا المروري المسمى بساهر، لم اكتب ذلك ترصدا وعن عمد كما يفعل هو بالمواطنين والمقيمين، كتبت عن قناعة ومشاهدات على أرض الواقع، ولم استغرب من رجالات المرور أنهم قاموا مؤخرا بتصنيع سيارات ساهر على شكل مدرعة حماية لها ممن وضعت لقنصهم، تدريع سيارات ساهر يدل دلالة واضحة على أن المواطنين (يحبون) هذه السيارات وسيرشقونها بالورد كلما رأوها (طبعا لا أستطيع كتابة العكس)، كتبت أن ساهر يترصد الناس في الشوارع الفرعية التي قد لا تتجاوز السرعة بها 60 كم ليسرق المال من جيب من كان يمشي بسرعة 80 كم، في نفس الوقت لا يلقي بالا للشوارع التي يمارس بها الشباب هوايتهم للتفحيط، ينزف القلب ألما وأنت تسمع عن أخبار موت عدة شباب سعوديين بشكل شبه يومي جراء التفحيط متمنيا لو أن مئات الملايين التي وضعت في ساهر وضعت في نظام يحل مشكلة التفحيط حلا جذريا، قرأت خبرا لا أظن أن إخوتنا في ساهر سيشعرون تجاهه بالمسؤولية يقول الخبر إن سيارتين تحملان أربعة شباب تصادما (وجه لوجه) وطبعا توفي الأربعة فورا، والسبب أن هؤلاء الشباب رحمهم الله كانوا يلعبون لعبة يلعبها شباب التفحيط بشكل سري تسمى (الدجاجة والديك)، وهي لعبة تشبه لعبة الروليت الروسية حيث تأتي السيارتان مسرعتان باتجاه بعضهما والذي ينحرف عن الآخر يعتبر هو الدجاجة ويفوز الذي ظل مسرعا في مساره ولم ينحرف بلقب الديك، عندما وصلتني هذه المعلومة صعقت، لم أصدق إلا بعد أن قرأت هذا الخبر وقرأت تعليقات القراء التي أكدت المعلومة التي وصلتني، المعلومة الأشد ألما مانقلها لي أحد الأصدقاء مفادها أن إحدى القيادات المرورية كان يلقي محاضرة في كلية الملك عبد العزيز قبل أكثر من 15 عاما قائلا إن هناك جائزة تبلغ مليوني ريال سعودي لمن يجلب حلا لنا للخلاص من الزحام المروري أوقات الذروة، ذهبت السنون واكتسح الزحام المروري جميع الأوقات ولم يحدث شيء سوى نظام يسهر ليلا ونهارا لجلب المال في شوارع لا تعاني زحاما وقت الذروة بل هادئة هدوءا يغري سيارة ساهر للاختباء بها، تمنيت أن اقتصر ساهر نظامه على جميع الإشارات المرورية وترك عنه شوارعنا الفرعية الهادئة، وتفرغ للمشكلات المرورية الحقيقية، عندما تقلدون أنظمة مرورية عالمية عليكم أن تفعلوا جميع ما فعلوا تجاه مواطنيهم، بعدها سنقبل بساهر صاغرين !