في أقل من أسبوع ، صار لمصر مرشحان للفوز بجائزة نوبل للسلام .. هكذا أعلنت وسائل الإعلام المصرية ، دون أن تقول لقرائها أن المسالة مجرد خطوة قد يكتب لها الفشل قريبا جدا. و رشحت جهات قبطية بطريرك الكرازة المرقسية البابا شنودة الثالث للحصول على الجائزة ، ثم دخل النائب المعروف طلعت السادات ( ابن شقيق الرئيس الراحل أنور السادات الحاصل على الجائزة في عام 1979) ساحة المناقشات ، واقترح على الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب ضم الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، إلى البابا شنودة ليكونا مرشحين لنيل الجائزة التي حصل عليها مصري أخر هو مدير وكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي في عام2005. وقال النائب السادات في مبرراته لترشيح الرجلين انهما" لعبا دورا كبيرا الدعوة إلى السلام، ونبذ العنف والحفاظ على الوحدة الوطنية في مصر" . و أثار هذا الترشيح تعليقات عدة ، حيث قال البعض بسخرية إن المبررات التي أطلقها أصحاب الترشيحات تكشف أن المصريين يريدون من العالم أن يكأفاهم على " سلامهم الذاتي " ، رغم أن مثل هذا السلام هو الحالة الطبيعية في مختلف المجتمعات لا المجتمع المصري وحده . و يتسق اندفاع المصريين لترشيح رموزهم للفوز ب" نوبل للسلام " مع طبيعة هذا الفرع من فروع الجائزة ، حيث ان الفوز به وخلافا للفروع الأخرى وهي : الأدب و الكيمياء و الفيزياء والطب ، لا يحتاج لإنجاز علمي أو أدبي ملموس ، و إنما يعتمد على معايير تقديرية . رغم ذلك ، لا يمكن لأي شخص الترشح بالجائزة .. هذا على الأقل ما تقوله اللجنة النرويجية المسئولة عن الجائزة ، والتي تتولى وبعد استشارة ألاف الأشخاص حول العالم عملية تحديد المرشحين ، ليتم بعد ذلك التقصي عن أدوارهم ومناقشتها من قبل اللجان المختصة حتى الوصول إلى أسماء الفائزين النهائيين بها . والذي يمكن للجهات المصرية فعله حاليا ، هو إرسال طلبات الترشيح إلى الأطراف المعنية كالحكومات، أعضاء المحاكم الدولية، أساتذة جامعيين أو حاصلين سابقين على جائزة نوبل للسلام، لدعم ترشيحاتها ، على أمل أن يكونوا ممن يشاركون في هذه المهمة خلال الدورة الحالية للجائزة . وبفرض نجاح الجهات المصرية في مهمتهما ، فان الفوز بالجائزة ليس مضمونا لان اللجنة العليا للجائزة ، ستفحص طلبات الترشيح بدقة ، ثم تضع قائمة أولية بالمرشحين تتألف من حوالي 200 اسم ، تمهيدا لعرضها مجددا على لجان مختصة قبل إعلان الفائزين في ديسمبر من كل عام . ما لا يعرفه أصحاب الترشيحات أيضا أنهم وبمجرد إرسال طلباتهم لن يعرفوا شيئا عن مصيرها ، نظرا لان قوانين الجائزة تمنع تماما نشر أي معلومة عما يتم داخل اللجان ، والاهم من ذلك هو أن تفاصيل عملية الاختيار ستظل سرية لمدة 15 عاماً.