هل ستشهد الفترة القادمة سوقاً رائجة أو ربما سوق سوداء لتجارة (الجوارب المتسخة) على مستوى العالم، وبخاصة من المدن أو البلدان التي تعاني من بعض الأمراض، وتنفق ملايين الريالات لمكافحتها، مثل حمى الضنك والملاريا؟ وإذا كانت أمانة جدة تبذل جهودا منذ سنوات للقضاء على (حمى الضنك)، وبعض هذه الجهود لم تؤت ثمارها المتوقعة منها حتى الآن، فهذه الحمى تعد من أكثر الأمراض انتشارا على مستوى العالم، إذ تصيب نحو 50 مليون شخص سنويا.. فربما تجد الأمانة في الفترة القادمة وسيلة أكثر نفعا أو علاجا ناجعا فيما فشلت في الجهود العلمية وطرق المكافحة التقليدية؛ إذ اكتشف فريق يقوده الطبيب فريدروس اوكومو من معهد ايفاكارا للصحة في تنزانيا ان رائحة الأقدام هي الوسيلة الأفضل لجذب الحشرات التي تلدغ، إلى (شَرَك قاتل). وذهب الفريق إلى أن الرائحة النتنة التي تفوح من الجوارب المتسخة قد تضع في احد الايام، حدا لمرضي حمى الضنك والملاريا، والأخير يحصد أرواح 800 ألف شخص سنويا في العالم. وبدعم من مؤسسة بيل وميليندا غيتس، توصل الباحثون الى وضع نموذجين أوليين من الأفخاخ المعطرة التي تجذب البعوض وتقتلها. وقال اوكومو لوكالة فرانس برس، في اتصال هاتفي من تنزانيا حيث تم اختبار الآليتين ان "هذه الأفخاخ تجذب بعوضا 4 مرات أكثر من البشر". وتحتوي هذه النماذج وهي على شكل علبة على جوارب وسخة او مواد اصطناعية تنتج رائحة كريهة مشابهة للاقدام المتعرقة. واضاف اوكومو "عندما تدخل البعوض الى الشرك، تشم رائحة تظن انها بشرية، تحاول لدغه، وبدلا من مص الدم، تقضي البعوض" بفعل مبيد او عامل بيولوجي. ويأمل اوكومو بنصب هذه الأفخاخ في غضون عامين في عدد من قرى تنزانيا لاختبار تأثيرها العام على صحة السكان، وذلك بفضل قرض قيمته 775 ألف دولار منحته اياه الأربعاء مؤسسة غيتس ومنظمة "غراند شالانجز" الكندية. ولكونه متخصصا في الأصل في علم الحشرات، قال اوكومو انه شعر بالحاجة الى التوصل الى طريقة جديدة لمكافحة البعوض بعدما لاحظ حدود فاعلية الوسائل الأساسية المستخدمة حاليا مثل الناموسيات التي تستخدم لتغطية الأسرة وطاردات البعوض. ميزة هذه الأفخاخ بالنسبة إليه تكمن في انها ستستخدم خارج اماكن الإقامة وستكون وسيلة مكملة لمكافحة البعوض التي تنقل الملاريا بسبب لدغاتها. واعرب اوكومو عن امله بأن "تمكننا (الأفخاخ) من تجاوز العتبة الضرورية للتوقف عن الحديث عن القضاء على الملاريا". وبحسب أرقام منظمة الصحة العالمية، فإن الملاريا تسببت بوفاة 800 ألف شخص في 2009، 90 % المئة منهم تقريبا في أفريقيا، و92 % من هؤلاء كانوا من الأطفال دون سن الخامسة. وبالإضافة الى الملاريا، تنقل البعوض ايضا مرض حمى الضنك، التي تصيب 50 مليون شخص سنويا، والحمى الصفراء وفيروس النيل الغربي. واشاد بيتر سينغر رئيس "غراند شالانجز"، وهي منظمة غير حكومية تمولها الحكومة الكندية بالاختراع البسيط والمميز الذي توصل اليه اوكومو موضحا في تصريح لوكالة فرانس برس "من كان ليفكر ان سلة غسيل قد تختزن تكنولوجيا قد تنقذ ارواحا؟".