تدخّل الجيش اللبناني في منطقتين ببلدة شمالية يوم السبت بعد أن تسببت مظاهرة لتأييد محتجين سوريين في اندلاع اشتباكات عنيفة بين مسلحين من طائفتين في لبنان. وأقام الجيش نقاط تفتيش بها جنود وفتش سيارات ومنزلا في حي باب التبانة الذي تقطنه أغلبية سنية ببلدة طرابلس وحي جبل محسن معقل العلويين وهي الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد. وتحول النزاع القديم بين الطائفتين إلى العنف يوم الجمعة بعدما نزل العشرات إلى ساحة النور في طرابلس لدعم احتجاجات بدأت قبل ثلاثة شهور في سورية وتقمعها الحكومة السورية بقوة. وقالت قوات الأمن اللبنانية إن ما بين 4 و7 أشخاص منهم صبي وجندي قتلوا في الاشتباك الذي استخدمت فيه بنادق هجومية وقنابل يدوية. وأصيب أيضا 48 شخصا على الأقل. وقال الجيش اللبناني في بيان إنه أعاد الوضع إلى طبيعته وإنه يفرض حظرا على حمل الأسلحة في المنطقة. وأضاف أن قيادة الجيش تؤكد أنها لن تتهاون مع من يتلاعب بالأمن ومن يقف وراء سقوط ضحايا من المدنيين وأفراد الجيش. وتراقب التحديات الداخلية التي يواجهها الأسد من كثب في لبنان المجاور الذي عادة ما تنشب التوترات الطائفية فيه بسبب التدخل السوري. وكان نفوذ دمشق قويا خاصة أثناء الوجود العسكري السوري في لبنان بين عامي 1976 و2005 الأمر الذي كان يعزز موقف الطائفة العلوية الصغيرة في لبنان. وشهد شمال لبنان منذ الشهر الماضي تدفقا لسوريين يفرون من هجوم تشنه قوات الأسد على قرية تلكلخ الحدودية.