قالت جماعة نشطاء رئيسية تنسق الاحتجاجات الشعبية في سوريا إن قوات الأمن قتلت بالرصاص اليوم الجمعة 16 محتجاً في مظاهرات عدة في أنحاء سوريا، طالبت بإنهاء حُكْم الرئيس بشار الأسد. وقالت جماعة لجان التنسيق السورية في بيان إن عدد القتلى شمل أول محتج سقط قتيلاً في حلب ثاني أكبر مدن سوريا. وذكرت الجماعة أن لديها أسماء 16 مدنياً، بينهم ثلاثة قتلوا في ضواحي دمشق، وثمانية في حمص، وهي مدينة يسكنها مليون شخص، ولم يمنع وجود الدبابات والقوات بها الناس من الخروج في مظاهرات كبيرة للمطالبة بالحرية السياسية وإنهاء نظام الحُكْم المطلق للرئيس الأسد. وقال عمار القربي النشط السوري في مجال حقوق الإنسان إن قوات الأمن قتلت بالرصاص متظاهراً في حلب حين أطلقت النار على مئات عدة من المحتجين في شارع سيف الدولة الرئيسي بوسط المدينة. وكانت حلب - وهي مدينة سُنّية في الأغلب، بها أقليات كبيرة وطبقة تجار غنية ذات صلات وثيقة بالحكام العلويين - خالية إلى حد كبير من الاحتجاجات سوى مظاهرات في الحرم الجامعي بها، وعلى مشارف المدينة طوال ثلاثة أشهر من الانتفاضة. وقال التلفزيون الحكومي إن مسلحين قتلوا بالرصاص عدداً من قوات الأمن في حمص. وتلقي السلطات دوماً باللوم على "جماعات إرهابية مسلحة" في قتل مدنيين وقوات أمن. ويقول نشطاء في مجال حقوق الإنسان إن عشرات من أفراد قوات الجيش والشرطة قُتلوا بالرصاص لرفضهم إطلاق النار على المحتجين. وفي لبنان قال مصدر عسكري إن شخصين على الأقل قُتلا في اشتباكات بين طائفتين في مدينة طرابلس شمال لبنان اليوم الجمعة عقب مظاهرات داعمة للمحتجين السوريين، فيما قالت قناة "الجزيرة" الفضائية إن عدد القتلى قد وصل إلى 4 أشخاص. وقد استُخدمت في الاشتباكات قنابل يدوية وطلقات نارية بين سكان حي باب التبانة الذي تقطنه أغلبية سُنّية وحي جبل محسن معقل العلويين، وهي الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد. وقال المصدر إن أحد القتلى جندي في الجيش اللبناني كان خارج نوبة العمل، ووقع في مرمى النيران، والشخص الآخر مدني. كما أُصيب أربعة أشخاص، ولكن لم يتضح من أي جانب. وغالباً ما تشهد المنطقتان المتناحرتان اشتباكات، ولكن أحداث اليوم الجمعة تأتي بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات على طول الحدود السورية ضد حكم الأسد. وفي مقابلة مع قناة "الجزيرة" وصف الكاتب والمحلل اللبناني عبد الوهاب بدرخان الحادث ب"المشبوه"، الذي ربما يكون تمهيداً من قِبل سوريا لصرف الأنظار عن الثورة إلى "حوادث طائفية".