هي الفرصة الأخيرة ، فلو لم يتمكن البرتغالي كريستيانو رونالدو اليوم الثلاثاء من قيادة ريال مدريد نحو تحقيق ملحمة تبدو مستحيلة في استاد "كامب نو"، سيكون قد خسر مرة أخرى سباقه الخاص مع الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة. المهمة تحتاج إلى عملاق ، فريال مدريد خسر ذهابا 2/صفر على أرضه في ذهاب الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم ، وهو ما يعني أنه بحاجة إلى التعويض في استاد المنافس الأصعب. ولا تجمع ريال مدريد وبرشلونة منافسة تاريخية فحسب ، بل كذلك صراع من أجل فرض الهيمنة على عالم كرة القدم. وفي داخل ذلك الصراع الجماعي ، لا يوجد رمز فردي أفضل من النجمين الأبرز في الفريقين. وفرض ميسي خلال العامين الماضيين نفسه،حيث لم يكتف فيهما بحصد ألقاب أكثر من كريستيانو،بل دخل في مرحلة من تطوير المستوى لم يعد أحد يعلم أين ستنتهي،ليستحق الحصول على جائزة الكرة الذهبية عامي 2009 و2010 . ولا يكاد كريستيانو ، الذي كان قد حصل على تلك الجائزة عام 2008 ، يجتهد من أجل إخفاء ضيقه ، فالبرتغالي كان قد انضم إلى ريال مدريد قبل عامين برغبة معلنة تتمثل في أن يصبح الأفضل في العالم ، لكنه منذ وصوله ، كان عليه أن يرى كيف كان يتفوق عليه ميسي دائما. ورفع لاعب ريال مدريد /26 عاما/ - أكبر من غريمه بثلاثة أعوام - جزءا من الحمل عن كاهله في المباراة النهائية لكأس ملك أسبانيا ، في ثانية أربع مواجهات كلاسيكو في غضون 18 يوما عندما أحرز في الوقت الإضافي هدف اللقاء الوحيد واللقب الأول له منذ وصوله إلى أسبانيا. حتى ذلك اليوم ، كان قد رأى كيف يفوز ميسي بثلاث من أربع مواجهات سابقة بينهما ، من بينها فوز 5/صفر ويمنعه من أن يتوج هدافا للدوري الأسباني في أول مواسمه فيه. وبعد أن باتت بطولة الدوري الأسباني محسومة تقريبا لبرشلونة ، أعطى الكأس شيئا من الثقة لفريق العاصمة ونجمه ، لكن ميسي عاد في "سانتياجو برنابيو" إلى التفوق. فهو لم يحرز هدفي المباراة فقط ، بل إن ثانيهما بحسب نجم الكرة البرازيلية المعتزل رونالدو "لا يأتي سوى في عالم البلاي ستيشن"، بعد أن مر بسهولة بين مدافع الفريق الملكي. وعلق كريستيانو على تألق ميسي في تلك المباراة قائلا "من الأسهل دائما اللعب أمام عشرة لاعبين"، وذلك بعد أن جاء هدفا الأرجنتيني عقب طرد زميله ومواطنه بيبي ، مضيفا :"ليتني أتمكن أنا أيضا من اللعب ضد عشرة لاعبين". وكان رأي جوسيب جوارديولا ، المدير الفني لبرشلونة ، مختلفا تماما: "ياللحظ الذي نتمتع به نحن من نزامله... ليو في سن الثالثة والعشرين تحول إلى ثالث أفضل هداف في تاريخ برشلونة. في سن الثالثة والعشرين! إن ذلك أمر لا يصدق". وسجل الأرجنتيني 52 هدفا حتى الآن في الموسم الحالي ، وبات على بعد هدف وحيد من الرقم القياسي لأفضل هداف في أحد مواسم دوري الأبطال ، المسجل باسم الهولندي رود فان نيستلروي موسم 2002/2003 مع مانشستر يونايتد الإنجليزي برصيد 12 هدفا. وإذا ما تصدر ترتيب الهدافين،سيكون أول لاعب منذ إقامة دوري الأبطال بنظامه الحالي عام 1992 ، يحتل هذه المكانة ثلاثة مواسم على التوالي. وتعد أرقام كريستيانو - 42 هدفا في الموسم بينها ستة في دوري الأبطال - مبهرة أيضا، لكنها بعيدة عن أرقام ميسي،وهو ما يعني أن فرصته الأخيرة تتمثل في الإطاحة بالأرجنتيني من سباق المنافسة على البطولة الأهم في الموسم. فقط إذا ما تمكن هو من اللعب يوم 28 أيار/مايو في نهائي استاد "ويمبلي"، قد يستطيع الإعلان عن تحقيق نصر فردي جديد في الصراع الثنائي،وربما عن قرب فوزه بكرة ذهبية جديدة.