توترت الأجواء في صنعاء سياسياً وعسكرياً من جراء حشود عسكرية قسمتها نصفين, حيث يتخندق الرئيس علي صالح ونجله وأبناء شقيقه فى الجنوب، وقائد الفرقة الأولى مدرع الذي أعلن تأييده للشباب المطالبين برحيل صالح فى الشمال , فيما شهدت ساحة التغيير بجامعة صنعاء ازدحاماً غير مسبوق. وأفاد شهود ل (عناوين) أن جنوب العاصمة صنعاء, حيث مقر دار الرئاسة ومعسكرات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والأمن المركزي والحرس الخاص التي يديرها نجل الرئيس صالح وأبناء شقيقيه, انتشرت فيها الآليات العسكرية مختلفة الأنواع ووصلت حتى ميدان التحرير الذي يقع في إطاره القصر الجمهوري ومقر القيادة للقوات المسلحة. وشاهد مراسل (عناوين) في شمال صنعاء, حيث مقر الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء الركن علي محسن صالح إلى جانب قيادته المنطقة العسكرية الشمالية والغربية, انتشار آليات عسكرية وجنود تابعين للفرقة تجاوزوا منطقة ساحة التغيير القريبة من البوابة الجنوبية لمعسكرها, بعد إعلان قائدها وقادة الألوية والمعسكرات التابعة لها في شمال وغرب ووسط البلاد انضمامهم وتأييدهم للثورة. وفيما أعلن وزير الدفاع محمد ناصر أحمد عن وقوف القوات المسلحة اليمنية والأمن إلى جانب الرئيس صالح وما وصفه الشرعية الدستورية في مواجهة عملية الانقلاب, اعتبر اللواء علي محسن تلك التصريحات لوزير الدفاع بسبب ضغط الرئيس عليه. وقالت مصادر مطلعة ل (عناوين) أن مقر التلفزيون اليمني الذي ظل مع مقر الإذاعة تحت حماية الفرقة الأولى مدرع منذ 3 عقود فيما بقية المؤسسات تحت حماية الحرس الجمهوري وبعضها الشرطة العسكرية أنتشرت فيه الدبابات التابعة للفرقة. وأوضحت المصادر أن التلفزيون الذي وصلت أغلبية كوادره وقياداته إلى ساحة التغيير وأعلنت انضمامها إلى ثورة الشباب, نقل بثه إلى مقر التوجيه المعنوي للقوات المسلحة بميدان التحرير, حيث يحتجز الرئيس صالح عدداً من الوزراء منذ أيام حينما شعر أنهم يريدوا إعلان استقالاتهم وبينهم وزيرا الدفاع والثقافة. أما ساحة التغيير بصنعاء فقد اكتظت بالوفود التي تصلها والجماهير الواصلة والمغادرة لها في صورة لم تشهدها من قبل في الفترة المسائية, ومنذ الظهر عقب إعلان قيادات الفرقة وألوية الجيش تأييدهم لشباب الثورة لم يتوقف انضمام المسئولين والبرلمانيين والمشائخ والقيادات الأمنية والعسكرية والشخصيات القبلية والاجتماعية, كان أبرزهم النائب العام لليمن وشيخ مشايخ حاشد الشيخ صادق عبد الله الأحمر. كما لاحظ مراسل (عناوين) فتح الكثير من المحال التجارية أبوابها بعد شعور أصحابها بالاطمئنان لانتشار قوات الفرقة الأولى حولها وفي جميع منافذها وقيامها بعملية حمايتها وتأمين من فيها. فيما خرج الوضع في عدد من المحافظات، خاصة في الشمال والغرب والشرق، عن سيطرة الرئيس صالح بيد الفرقة وقائدها والقيادات العسكرية والأمنية والقبلية الموالون له أو المؤيدون له أو بيد المتمردين الحوثيين كشأن محافظتي صعدة والجوف والقبائل في محافظة مأرب. وعبر مراقبون عن قلقهم الشديد من تطور الأمر ووقوع مواجهات مسلحة مابين المعسكرين خاصة في صنعاء ومحافظات تعز وعدن وإب وذمار التي لم تخرج عن سيطرة صالح عسكرياً وأمنياً بعد, ويتقاسمها مع قائد الفرقة الأولى مدرع الذي كان يُوصف بالساعد الأيمن لصالح، وبدأت علاقتهما تشهد فتوراً منذ سيطر نجله الأكبر (أحمد) على الحرس الجمهوري, واتهم صالح بدفعه لمواجهة الحوثيين في ست حروب لاستنزاف قدراته وضرب قوته العسكرية والقبلية لصالح الوريث.