تظاهر عشرات المواطنين السوريين، الثلاثاء 15 مارس 2011، في قلب العاصمة دمشق، ونادوا بالتغيير والحرية بحسب شريط فيديو عرضته بعض المواقع المعارضة للنظام السوري. وظهر في الشريط عشرات المواطنين نساء ورجالا، وهم يتظاهرون في سوق الحميدية المجاور لجامع بني امية الكبير في وسط العاصمة دمشق. وطالب المتظاهرون بالتغيير والحرية هاتفين "وينك يا سوري وينك" (اين انت يا سوري) و"سلمية" و"الله سوريا وحرية وبس". وصرحت مصادر حقوقية لوكالة فرانس برس "ان التظاهرة بدات بتجمع من خمسة اشخاص امام الجامع الاموي ثم اتجهت الى منطقة الحريقة مرورا بسوق الحميدية". واضاف المصدر ان "عشرات الاشخاص التحقوا بالتظاهرة اثناء مسيرها الى ان تم تفريقهم من قبل رجال الامن". واشار المصدر الحقوقي الى ان السلطات السورية "ارسلت تعزيزات امنية ثانية الا انها وصلت بعد نهاية التظاهرة". ولفت المصدر الى ورود انباء عن "اعتقال شخصين" رافضا تأكيد الخبر. وكانت صفحة على موقع فيسبوك تحمل عنوان "الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011" جمعت حوالى 40 الف مشارك لغاية ظهر الثلاثاء. ودعا المنظمون السوريين الى التجاوب مع هذه الدعوة لتظاهرات "سلمية في كل المدن السورية وكندا وأميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واستراليا" في الخامس عشر من مارس للمطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد. وأكد القيمون على الصفحة انهم لا ينتمون لأي جهة سياسية وانهم "مجرد حقوقيين وناشطين سوريين في داخل سوريا وفي اوروبا". وكانت مجموعة لم تكشف هويتها دعت على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الى التظاهر بعد صلاة الجمعة في الرابع من فبراير في كافة المدن السورية ضد "أسلوب الحكم الفردي والفساد والاستبداد"، الا انه لم تسجل في هذا النهار اي تظاهرات في سوريا. من جهة اخرى، كشف وزير الخارجية السوري وليد المعلم الثلاثاء اثناء مؤتمر صحافي مع نظيرته الاسبانية ترينيداد خيمينث في دمشق عن وجود برنامج اصلاحي في سوريا متحدثا عن "خطوات نحو الاصلاح السياسي سنشهدها هذا العام". ولفت الى ان الاسد تحدث في مقابلة اجرتها معه صحيفة وول ستريت جورنال الاميركية عن وجود "برنامج يبدا باصلاح قانون انتخابات الادارة المحلية ثم مجلس الشعب وهكذا". واضاف المعلم "نحن في سوريا بدانا منذ عام 1991 ببرنامج انفتاح اقتصادي تدريجي وبدا برنامج التحول نحو الاقتصاد الاجتماعي بحيث يستمر هذا البرنامج ويحقق العدالة الاجتماعية في هذا البلد". واكد "اننا في حوار مستمر مع شعبنا من خلال المنظمات الشعبية القائمة ومن خلال مواقفنا التي تنبع من نبض الشارع السوري". وكانت سوريا انشأت صندوقا وطنيا للمعونة الاجتماعية بقيمة نحو 12 مليار ليرة سورية (نحو 250 مليون دولار) يهدف الى تقديم معونات دورية او طارئة خلال عام الى 420 الف اسرة معوزة. كما اعلنت سلسلة اجراءات ترمي الى خفض اسعار المنتجات الغذائية الرئيسية فيما تسود الشرق الاوسط موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات السياسية والاجتماعية بعد ثورتي تونس ومصر اللتين اطاحتا بالرئيسين زين العابدين بن علي وحسني مبارك.