قال الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الجمعة، 4 فبراير 2011، ان انتقال السلطة في مصر يجب أن يبدأ الان لكن تفاصيل العملية يجب أن يحددها المصريون. على صعيد آخر قال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر الذي يزور الولاياتالمتحدة "سيحدد الشعب المصري مستقبل مصر". وشدّد أوباما على عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين المعارضين لنظام مبارك في مصر، وقال إن الاعتداء على الصحافيين "غير مقبول".
قال عضو في مجموعة تضم شخصيات بارزة مستقلة ان عمر سليمان نائب الرئيس المصري سيلتقي مع المجموعة يوم السبت، 5 فبراير 2011، لبحث حل لازمة البلاد سيتم بموجبه تفويضه للقيام بسلطات الرئيس لفترة انتقالية.
وقال ضياء رشوان انه واخرين تلقوا دعوة للقاء سليمان لبحث الحلول للازمة بناء على مادة في الدستور تسمح للرئيس حسني مبارك بتفويض سلطاته لنائبه.
وسيظل مبارك رئيسا رمزيا بموجب المقترح الذي يدعمه رشوان ومجموعة من المصريين يطلق عليها اسم "لجنة الحكماء".
وقالت الولاياتالمتحدة وهي حليف رئيسي لمصر انه يتعين أن يبدأ على الفور انتقال منظم للسلطة في مصر لكنها لم تحدد كيف تعتقد أن ذلك يمكن أن يحدث. وتبنت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا وأسبانيا موقفا مماثلا.
ويشكل تفويض السلطات الى سليمان حلا وسطا محتملا بين مطالب المحتجين بأن يترك مبارك السلطة بشكل فوري وبين قراره بالبقاء في السلطة حتى نهاية فترته الرئاسية في سبتمبر ايلول.
وردا على تكهنات بأن مثل هذا السيناريو قد يحدث قال رئيس الوزراء أحمد شفيق يوم الجمعة ان من المستبعد أن يفوض مبارك سلطاته الى سليمان المعين حديثا وفق ما نقله عنه تلفزيون العربية.
ونقلت العربية عن شفيق قوله "نحتاج الي الرئيس لاسباب تشريعية".
واضاف أن مجلس الحكماء يركز على المادة 139 في الدستور التي تقول انه يمكن للرئيس أن يعين نائبا واحدا أو أكثر له ويحدد سلطاتهم ويعفيهم من مناصبهم.
لكن المادة 82 من الدستور يمكن ان تشكل عقبة اذ أنها تقول انه في حين أن الرئيس يمكنه تفويض سلطاته الى نائبه الا أنه لا يمكن للنائب طلب تعديل الدستور أو حل البرلمان.
واذا طبقت تلك المادة فلن يكون بوسع الحكومة بقيادة سليمان تنفيذ اصلاحات دستورية وعد بها مبارك استجابة للاحتجاجات.
وبدون الاصلاحات الدستورية ستجرى انتخابات الرئاسة في سبتمبر ايلول بموجب نفس القواعد التي تقول أحزاب المعارضة انها تصب جميعها في صالح الحزب الحاكم وتستبعد فعليا أي منافسة فعالة.
وقال أحمد كمال ابو المجد المحامي البارز وأحد أعضاء مجلس الحكماء انه التقى مع سليمان يوم الجمعة واقترح ان يتم تفويض سليمان بسلطات الرئيس مبارك. واضاف أن نائب الرئيس لم يناقش هذا الامر.
وقال عمرو حمزاوي المحلل السياسي البارز وعضو المجلس أيضا ان الحل سيؤدي الى تشكيل حكومة انتقالية.
وأضاف "يطالب المجلس بأن يسلم الرئيس جميع سلطاته الرئاسية لنائب الرئيس عمر سليمان لفترة انتقالية تنتهي بنهاية فترة مبارك الرئاسية."
وعين سليمان (74 عاما) نائبا للرئيس الاسبوع الماضي في اول مرة يعين فيها مبارك نائبا له خلال حكمه للدولة المستمر منذ ثلاثة عقود. وكان مبارك يتولى المنصب نفسه قبل ان يصبح رئيسا.
وقال رشوان ان شخصيات من المعارضة ايدت مقترح نقل السلطات الى سليمان. واضاف "الحل الوحيد هو أن يسلم مبارك السلطة لسليمان."
واضاف "قيادات المعارضة منقسمة بشدة لدرجة أنه لا يوجد خيار واضح متاح خارج المؤسسة الحاكمة."
وقال مبارك (82 عاما) يوم الخميس انه يرغب في التنحي لكنه يخشى أن تؤدي استقالته الفورية الى اشاعة الفوضى في مصر.