دعا إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، المُتلهِّفون للعَافِية والإِبلال بالذهاب إلى الرُّقاة الصَّادقين الأخيار، المُتمسِّكين بالمَنْهج الصّحيح في العلاج، والأمل أن تَحْظَوا بالفَرَج والانبلاج، والأكمل أن يَرْقِيَ المريض نَفْسه، لأنه أدْعَى لِمَقام الذُّلِّ والافتقار، شكى عثمان بن أبي العاص إلى الرسول وَجَعاً في جسَدِه، فأرْشَدَه –عليه الصلاة والسلام- قائلاً: «ضعْ يَدَك على الذي تَألَّمَ مِن جسَدَك، وقل باسم الله ثلاثاً، وقل سبع مَرَّاتٍ أعُوذ بالله وقدْرته مِن شَرِّ ما أجِدُ وأُحَاذِر»، أخرجه الإمام مسلم. وقال الشيخ السديس في خطبة الجمعة التي ألقاه في الحرم المكي أمس: «ناهيكم عن أهمية تحصين البيوت والأولاد بالأوراد الشرعية والأذكار الصباحية والمسائية، فهي الحصن الواقي – بإذن الله-، مَع التوكُّل الجازم على المولى البصير السّميع، وتفويض الأمر لِتَدْبيره المحكم البديع، وليس معنى ذلك ترْك الأسباب وحسن التدبير، كلاَّ وإنَّما حقيقته عَدَم الاعتدَادِ بِمُكنةِ الرَّاقي وكفَايته، والاعتمَاد في حصول السّبب على توفيق الله وعنايته، أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ، فاليقين في الله أجلُّ العزائم قَدْرَاً، وأجْلاها في حُلكِ الحيرة بدرَاً مع اتخَاذِ السَّبَب الدَّوائي مِن الطِّبِّ الحديث، سواءً أكان المَرَضُ عُضوِيًّاً أم نَفسِيًّاً، لقوله: «تدَاوَوْا عِبَاد الله، ولا تدَاوَوا بحرَام» أخرجه أبو داود والبيهقي بإسنادٍ صحيح. وبين أن أهل العلم عدوا شروطاً ثلاثة للرقية الصحيحة أولها: أن تكون بأسماء الله وصفاته وآياته القولية، الثاني: أن تكون بلغةٍ عربيةٍ واضحة المباني مفهومة المعاني، الثالث: أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله تعالى. وفي المدينةالمنورة، حذر امام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي الشباب من هذه الفتن الضالة وان يعملوا عقولهم في هذه الفتنة وان يفكروا جيداً، فإن التبس عليهم الأمر فليسألوا أهل الفتوى وهيئة كبار العلماء وأئمة الحرمين وان يستنصحوا والديهم وقرابتهم وان لا يغتروا بمن يوجهونهم إلى دمارهم فهم يحققون أهدافاً ومصالح لأعداء الإسلام شعروا أو لم يشعروا وان يفحصوا تاريخ من يوجههم لتظهر لهم الحقائق والفرصة مهيئة لرجوعهم إلى الصواب وتسليم أنفسهم إلى ولاة أمرهم الذين يرعون مصالح الأمة، ومهيئة لاجتماعهم بذويهم ولهم تجربة ماثلة في من هداهم الله فرجعوا إلى الحق وجمع الله شملهم بذويهم واندمجوا مع مجتمعهم المسلم ورعى مصالحهم ولاة الأمر ومن لم يرجع إلى الحق والصواب فمثله كمثل النعجة التي تطرد الذئب وصاحبها يطاردها لينقذها منه وهي تعدو وراءه فإن أدركها صاحبها نجت وإلا افترسها الذئب، مبدياً في هذا السياق تعجبه ممن يرى طاعة مشبوه ومفتون بالبدعة ولا يرى طاعة والديه وولي أمره وأقربائه والتذكر والإنابة جعلها الله من صفات أولي الألباب.