أكد الناطق الإعلامي بإدارة الدفاع المدني بالطائف المقدم خالد بن عبدالله القحطاني في بيان صحفي مساء الخميس 13 يناير 2011 – تلقت عناوين نسخه منه - أنه تم تسخير الإمكانات المادية والبشرية والآلية كافة منذ تلقي بلاغ سقوط معلمة الطائف في البئر. وأشار الى انه تم بناء معسكر ومقر للإسناد البشري والآلي ومركز للعمليات وآخر إعلامي تحت إشراف وحضور ميداني من قِبل مدير إدارة الدفاع المدني بالطائف العميد محمد بن رافع الشهري، الذي باشر الحادث في ساعة مبكرة بعد تلقي البلاغ حتى ساعة إعداد هذا البيان. وأوضح انه جرى نقل العديد من الخبراء والمختصين والجيولوجيين والمهندسين والغواصين، برفقة مدير الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة اللواء عادل زمزمي، بواسطة طائرة خاصة إلى موقع الحدث، في حين تمت معاينة البئر (موقع الحدث) وفحصها بالأجهزة الحساسة واستخدام التقنية الحديثة لاكتشاف ما إذا كانت المفقودة على قيد الحياة من عدمه، وكذلك تم استخدام أجهزة النبض الحساسة؛ فاتضح عدم وجود أي مؤشرات تفيد ببقائها على قيد الحياة، وبذلك تأكد وفاتها - رحمها الله -في ثنايا ذلك تم التنسيق مع شركة مختصة في أعمال الحفر ومع هيئة المساحة الجيولوجية وخبراء ومهندسين من شركة أرامكو وشركة معادن السعودية، ورافق ذلك إجراءات تحقيق واسعة، شملت الاستعانة بجهات أمنية وفِرَق كلاب بوليسية من الجمارك السعودية وتحليلاً مخبرياً لبعض الشعيرات التي تم العثور عليها في البئر؛ من أجل التحقق من أنها تعود للمفقودة. وأضاف "واجهنا صعوبة بالغة في عمليات الحفر؛ لوجود صخور البازلت المعروفة بصلابتها الشديدة". واستمرت عمليات الحفر على مدار الساعة، وكان كل ذلك بمتابعة مستمرة من قِبل سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز وأمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل ونائب وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف، وبإشراف من محافظ الطائف فهد بن معمر والمدير العام للدفاع المدني الفريق سعد التويجري. وذكر البيان أن "توجيهات ولاة الأمر هي توفير السبل كافة من أجل العثور على الجثة واستخراجها في أسرع وقت. وعليه فقد جرى حفر بئر أخرى مجاورة للبئر موقع الحدث وموازية لها بقُطْر 120 سنتيمتراً وعمق 44 متراً، تبعد عنها بمسافة 160 سنتيمتراً؛ لضمان عدم حدوث انهيارات فيها، وتم تكييس البئرين بواسطة أنابيب معدنية، وتم كذلك حفر بئر ثالثة بجانب البئرين بعمق أكبر؛ لتحويل ضغط المياه من البئرين إلى البئر الثالثة؛ لتتمكن فرق الإنقاذ من تنفيذ المهمة بقدر أقل من المياه، وباستخدام التجهيزات الفنية كافة، سواء الخاصة بفرق الإنقاذ أو أجهزة الاتصالات اللاسلكية أو أجهزة الحفر. وتواصلت أعمال فتح القناة التي تصل بين البئرين في عمق 38 متراً، ولمدة 37 ساعة متواصلة بقُطْر 90 سنتيمتراً ولمسافة 160 سنتيمتراً بين البئرين كخندق وصل بين البئرين، باستخدام كبسولة تم تصميمها في الورشة المركزية التابعة للدفاع المدني المشتملة على متطلبات السلامة كافة التي تضمن سلامة فريق البحث والإنقاذ – بإذن الله". عندها تم الوصول إلى الجثة وانتشالها دون إلحاق الضرر بها؛ حيث كان هذا أحد أهم أهدافنا. وقد نُقلت الجثة إلى مستشفى الملك فيصل بالطائف لإصدار التقارير الطبية اللازمة". وأشار إلى مشاركة العديد من الجهات، منها شركة أرامكو السعودية وشركة معادن وهيئة المساحة الجيولوجية والجمارك السعودية والجهات الأمنية وأمانة الطائف والهلال الأحمر والشؤون الصحية، بالرغم من الصعوبة البالغة في الحادث، التي تكمن في ضيق البئر بقُطْر 40 سم وعمقها البعيد "50 متراً" وصعوبة الحَفْر في صخور البازلت. مضيفاً أن دولاً عدة مثل أمريكا وإيطاليا والباكستان تقع فيها مثل هذه الحوادث لم تتمكن من إخراج الجثة مع الفارق البعيد في العمق ومحيط البئر، في حين سجل الدفاع المدني في هذه البلاد إنجازات ونجاحات عدة في حوادث مماثلة مع اختلاف المعطيات، وتم إخراج بعض الضحايا أحياء - ولله الحمد والمنة -. وختم تصريحه بنقل تعازي ومواساة ولاة الأمر - حفظهم الله ورعاهم - وتعازي محافظ الطائف والمدير العام للدفاع المدني ومدير الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة ومدير إدارة الدفاع المدني بمحافظة الطائف إلى ذوي المتوفاة، سائلاً المولى - عز وجل - للفقيدة الرحمة والغفران، ولذويها الصبر والسلوان.