نجحت أخيرا فرق الدفاع المدني بالطائف، أمس، في العثور على جثة السيدة التي سقطت في «ارتوازية أم الدوم» بالطائف، وانتشالها بشبكة خاصة دون إصابتها بأي تهتك، رغم تعرضها للتحلل بعد بقائها 13 يوما في المياه والطين. واستخدم فريق البحث كبسولة تم تصميمها في الورشة المركزية التابعة للدفاع المدني اشتملت على كافة متطلبات الأمان التي تضمن سلامة فريق البحث والإنقاذ للنزول إلى عمق البئر الموازية. وكانت عمليات البحث التي شارك فيها شركات متخصصة وعمال محترفون، تسارعت خلال اليومين الماضيين بعد الانتهاء من حفر البئر الموازية لبئر السقوط؛ الأمر الذي مكن من حفر خندق بين البئرين، ومن ثم سحب الجثة وهو ما عكف عليه أربعة من رجال الدفاع المدني بمعاونة أربعة عمال أفغان، استخدموا المسدس الصخري لحفر الخندق. وذكرت مصادر أن الجثة عثر على نصفها الأسفل مغمورا داخل المياه، فيما كان النصف الأعلى فوقها. وقال أحد العمال الأفغان إنهم كانوا ينزلون إلى البئر بالتناوب كل نصف ساعة حتى فتحوا الخندق وظهرت جثة السيدة. إلى ذلك صرح الناطق الإعلامي بإدارة الدفاع المدني بمحافظة الطائف المقدم خالد القحطاني أنه تم العثور على جثة مفقودة أم الدوم وانتشالها ظهر أمس بعد جهود مكثفة. وذكر أن الدفاع المدني أقام ومنذ تلقيه بلاغا بسقوط السيدة معسكرا ومقرا للإسناد البشري والآلي ومركزا للعمليات وآخر إعلاميا تحت إشراف وتواجد ميداني من قبل مدير إدارة الدفاع المدني بالطائف العميد محمد الشهري، وفي الوقت نفسه جرى نقل العديد من الخبراء والمختصين والجيولوجيين والمهندسين والغواصين وبرفقة مدير الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة اللواء عادل زمزمي، في حين تم معاينة البئر موقع الحدث وفحصها بالأجهزة الحساسة واستخدام التقنية الحديثة لاكتشاف ما إذا كانت المفقودة على قيد الحياة من عدمه، وباستخدام أجهزة النبض الحساسة اتضح عدم وجود أي مؤشرات تفيد ببقائها على قيد الحياة، وبذلك تأكدت وفاتها. وأضاف المقدم القحطاني أنه تم التنسيق مع شركة مختصة في أعمال الحفر ومع هيئة المساحة الجيولوجية وخبراء ومهندسين من شركتي «أرامكو» و«معادن السعودية»، رافق ذلك إجراءات تحقيق واسعة شملت الاستعانة بجهات أمنية وفرق كلاب بوليسية من الجمارك السعودية وتحليل مخبري لبعض الشعيرات التي تم العثور عليها في البئر من أجل التحقق من أنها تعود للمفقودة. وأشار إلى الصعوبات البالغة التي واجهت عمليات الحفر لوجود صخور البازلت المعروفة بصلابتها الشديدة، كما أن بئر السقوط كانت ذات فوهة ضيقة إذا بلغ قطرها 40 سم وعمقها 50 مترا.: «استمرت عمليات الحفر بمتابعة مستمرة من النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وأمير منطقة مكةالمكرمة ونائب وزير الداخلية ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية وبإشراف من محافظ الطائف فهد بن معمر والمدير العام للدفاع المدني الفريق سعد التويجري. وكانت التوجيهات بتوفير كافة السبل من أجل العثور على الجثة واستخراجها في أسرع وقت». ولفت إلى أنه جرى حفر بئر أخرى مجاورة لبئر السقوط وموازية لها بقطر 120 سنتيمترا وعمق 44 مترا تبعد عنها بمسافة 160 سنتيمترا لضمان عدم حدوث انهيارات فيها. وتم تكييس البئرين بواسطة أنابيب معدنية. وتم كذلك حفر بئر ثالثة بجانب البئرين بعمق أكبر لغرض تحويل ضغط المياه من البئرين إلى البئر الثالثة لتتمكن فرق الإنقاذ من تنفيذ المهمة بقدر أقل من المياه. وباستخدام كافة التجهيزات الفنية سواء الخاصة بفرق الإنقاذ أو أجهزة الاتصالات اللاسلكية أو أجهزة الحفر والقص، تواصلت أعمال فتح القناة التي تصل بين البئرين في عمق 38 مترا ولمدة 37 ساعة متواصلة بقطر 90 سنتيمترا لمسافة 160 سنتيمترا بين البئرين كخندق وصل بين البئرين باستخدام كبسولة تم تصميمها في الورشة المركزية التابعة للدفاع المدني المشتملة على كافة متطلبات السلامة لفريق البحث والإنقاذ حتى تم الوصول إلى الجثة وانتشالها دون إلحاق الضرر بها». وكانت السيدة منيرة سقطت في البئر القريبة من منزلها، برفقة بعض قريباتها، وفور تلقي الجهات المختصة بلاغا بسقوطها هرعت فرق الإنقاذ التابعة للدفاع المدني إلى الموقع، حيث استخدمت التقنيات المتطورة للاستدلال على وجود الجثة، ومنها الكاميرات الحرارية والكلاب البوليسية التي رجحت وجود الجثة داخل البئر الضيقة