قال الداعية الإسلامي الشيخ عائض القرني أنه يتعين علي أهل الديانات الأخري أن يحترموا المسلمين ونبيهم الكريم محمد صلي الله عليه وسلم كما يحترم المسلمون سائر الأنبياء والرسل، مؤكدًا أن ديننا الحنيف يحرم ترويع أهل الكتاب أو قتلهم. وقال الشيخ القرني أمام الصالون الفكري لسفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة الدكتور هشام محيي الدين ناظر مساء الأربعاء 5 يناير 2011 : إن ما شهدته مصر من جريمة الاعتداء علي كنيسة القديسين كدر خواطرنا وأحزننا جميعا، مؤكدا أن لمصر وأهلها مكانة خاصة في قلوب السعوديين، وأنها "أنجبت أساتذتنا الذين تعلمنا علي أيديهم". وأكد أن الإسلام دين الرحمة والتسامح، يرفض العنف ويأبي ترويع الآمنين، بما في ذلك أهل الكتاب، وضرب علي ذلك أمثلة من سلوك رسول الاسلام صلي الله عليه وسلم معهم , وفق ما أوردت صحيفة (الأهرام) الخميس 6 يناير 2011 . وقال الشيخ القرني : ليتنا نتعلم من هذا السلوك، مؤكدا أن المسلمين في أشد الحاجة اليوم الي حمل أفكارهم وسماحة دينهم لتبليغها الي غيرهم بالعلم وليس بالسلاح. لكنه أكد علي أنه كما يؤمن المسلمون بكل الأديان ويحترموا أنبياءها فليس أقل من أن يحترم أهل هذه الديانات الإسلام ونبيه، فيما استهجن نعت الإسلام والمسلمين بالإرهاب بسبب حوادث فردية، مؤكدا أنه لا يمكن محاكمة ووصم أكثر من مليار و300 مليون مسلم بهذه التهمة كلما وقعت جريمة فردية تستنكرها ونرفضها تماما، ونؤكد أنها تتنافي تماما مع تعاليم وروح هذا الدين الحنيف، وتابع بأن لدينا قلة من السفهاء والغوغائيين هم الذين يشوهوا صورة الاسلام السمحة أمام العالم. وانتقد الشيخ القرني تحامل الغرب علي معاملة الإسلام للمرأة، وتساءل: هل يريدون من المرأة المسلمة أن تصبح مثل الغربية تماما مجندة عسكرية بالجيش وعارضة أزياء الخ ؟. وقال : أرجو من كل الطوائف في مصر أن يغمد الجميع سيوف كلماتهم والحرب الكلامية الدائرة عبر وسائل الإعلام وغيرها، وأن يدرأوا الفتنة، مؤكدا أنه لا أحد يحتكر الحكمة ولا رحمة الله، وأننا جميعا في قارب واحد، ويجب أن نتراحم فيما بيننا "مسلمين ومن هم غير المسلمين" حتي يرحمنا ربنا. ودعا الشيخ القرني إلى عدم خلط الأوراق كلما وقعت جريمة، وأن يتم التطاول علي علماء الإسلام والنصوص القرآنية والسنة، داعيا العلماء والحكماء إلى أهمية العمل من أجل التقريب وليس الفرقة والفتنة، وأن يتعلم الجميع ثقافة العفو، وحض المسلمين على أهمية القراءة والمعرفة للوقوف على صحيح دينهم وتعاليمه السمحة. وردا على سؤال حول كيفية التعايش بين المسلمين والمسيحيين في ظل وجود أقلية متطرفة من المسلمين تكفر أهل الكتاب، في الوقت الذي نشهد انكارا مسيحيا عاما للإسلام ونبيه، قال الشيخ القرني : أننا كمسلمين نحترم كل الديانات وأهلها، ونبجل أنبياءها، ومن ثم ليس أقل من أن يحترم أهل هذه الديانات نبينا وديننا، نحن لا نطالبهم أن يؤمنوا به، ولكن أن يقروا بنبوته، التي بشر بها نبي الله عيسي بن مريم، وشدد علي أن الإسلام والقرآن حفظهما الله تبارك وتعالي، مهما كانت مواقف الآخرين، لكن التعايش السلمي يُملي علي الجميع ضرورة الاحترام المتبادل.