أفادت مصادر أمنية مصرية ان بقايا قنبلة استخدمت في الهجوم على الكنيسة في الاسكندرية تشبه العبوتين الناسفتين اللتين استخدمتا في تفجيرين وقعا عام 2009. وقال محللون ان ذلك يعزز الشبهات بأن متشددين يعملون على نهج القاعدة ربما وجدوا موطئ قدم لهم في البلاد. وقال محللون إن الصلة المحتمل وجودها تعزز الرأي القائل بأن مثل هؤلاء المتشددين ربما نجحوا في تجنيد أفراد في الوقت الذي تعمل فيه الحكومة على تهميش الاصوات الاسلامية المعتدلة مثل الاخوان المسلمين. وتشك مصر في أن انتحاريا يعمل بوحي من فكر تنظيم القاعدة يقف وراء تفجير أمام كنيسة قبطية في مدينة الاسكندرية في مصر خلال قداس في منتصف الليل مما أسفر عن مقتل 23 شخصا. واحتج مسيحيو مصر على غياب الحماية. وسعت المصادر الامنية للمقارنة بين العبوة الناسفة المستخدمة في الهجوم الاخير بعبوتين استخدمتا في هجومين أقل دموية وقعا عام 2009. واستهدف أحد الهجومين كنيسة في القاهرة ولكن دون أن يوقع ضحايا. وأسفر الثاني عن مقتل مراهق فرنسي في منطقة الحسين السياحية الشعبية في القاهرة. ولم يلق باللوم في أي من الهجومين على انتحاريين. وقال مصدر أمني "القنبلة المستخدمة في هجوم الاسكندرية تشبه الى حد بعيد القنبلتين اللتين انفجرتا عام 2009 بالقرب من كنيسة في القاهرة وفي الحسين. ويشير ذلك الى احتمال وجود صلة بين منفذي الهجمات." وقال خليل عناني المحلل السياسي في جامعة ديرام في بريطانيا ان بعض الاسلاميين السلفيين ربما تحولوا الى النهج المتشدد حيث أن الدولة في مصر عزلت الاصوات الاكثر اعتدالا. وقال عناني "ان تصاعد التيار السلفي في مصر هو نتيجة لتهميش الحركات الاسلامية المعتدلة على يد الحكومة مثل الاخوان المسلمين وكذا الاصوات الاسلامية المعتدلة المستقلة." وأعلنت جماعة الاخوان المسلمين نبذها للعنف منذ عقود. وحذرت الجماعة من أن الضغط الحكومي لاخراجها من الحياة السياسية ربما يدفع البعض نحو أفكار أكثر راديكالية. وقال مسؤولون مصريون ان هناك مؤشرات على أن "عناصر أجنبية" دبرت انفجار الكنيسة وأضافوا أن الهجوم بدا وكأنه تفجير انتحاري. وقال مجدي راضي المتحدث باسم الحكومة نقلا عن وزير الداخلية ان القنبلة المستخدمة في الهجوم كانت بدائية وانها اما كان يحملها المنفذ أو ملفوفة بحزام ناسف. وكان مسؤولون قد قالوا في بادئ الامر ان الهجوم ربما يكون قد نفذ بسيارة ملغومة. وأضاف المصدر الامني ان نتائج التحقيقات أظهرت أن المواد المستخدمة تضمنت (تي.ان.تي) ومسامير وأسلاكا كهربائية. وتابع أن القنبلتين اللتين جرى تفجيرهما عام 2009 كانتا تحتويان على نفس المكونات. وقبل أسبوعين من الهجوم وضع موقع متشدد على الانترنت اسمه شموخ الاسلام كتيبا ارشاديا للمكونات اللازمة لصنع عبوة ناسفة. كما وضع قائمة بكنائس قبطية في مصر وبعض الدول الاوروبية. ولم يرد اسم أي جماعة في هذا السياق. وفي وقت سابق قال مصدر ان سبعة أشخاص اعتقلوا. وجاء الهجوم بعد شهرين من تهديد أطلقه متشددون في العراق مرتبطون بتنظيم القاعدة بضرب كنائس قبطية في مصر متهمين المسيحيين المصريين باساءة معاملة النساء اللاتي اعتنقن الاسلام. وأثار تفجير الاسكندرية احتجاجات في القاهرةوالاسكندرية. واتهم مئات المسيحيين الحكومة بالاخفاق في توفير الاجراءات الامنية الكافية برغم التهديدات. ودعت صفحة على موقع فيسبوك الاجتماعي اسمها "كلنا خالد سعيد" الى مسيرة صامتة في مختلف أنحاء البلاد يوم الجمعة للتنديد بالهجوم.