رحّب الحزب الوطني الحاكم في مصر بالانتقاد الذي صدر عن رأس الكنيسة القبطية البابا شنودة الثالث ضد من سماهم ب «القلة المندسة» بين الأقباط المحتجين على مذبحة كنيسة الإسكندرية، واعتباره أن هؤلاء تجاوزوا الأدب والقيم، قائلاً إن «كل شخص يجب أن يحسب ردود أفعاله، لأنه بالانفعال ربما يخسر قضيته وحقوقه». ويأتي حديث شنودة وسط تسارع للجهود الرسمية والشعبية لتطويق تبعات الهجوم على الكنيسة، ومع تجديد دار الإفتاء المصرية تأكيدها «تحريم الإسلام القاطع للاعتداء على الأبرياء بغضّ النظر عن دياناتهم وأعراقهم وجنسياتهم» وكذلك «تحريم الاعتداء على دور العبادة الخاصة بغير المسلمين». وتواصلت أمس الجهود الأمنية لكشف ملابسات الاعتداء الذي وُصف بأنه «انتحاري» على كنيسة القديسين، والذي ارتفعت حصيلة ضحاياه إلى 23 قتيلاً بعد وفاة أحد المصابين. وأشارت مصادر أمنية إلى الاستعانة بجراحين على أهم المستويات لكشف هوية أشلاء آدمية عبارة عن رأس مشوه وقدم وكف يد يُرجّح أنها لجثة منفّذ الهجوم، ولفتت إلى محاولات لتجميع الأشلاء وضبط ملامح الوجه ليسهل التعرف الى «الانتحاري». ورجح تقرير المعمل الجنائي أن يكون وزن العبوة المتفجرة ما بين 10 إلى 15 كيلوغراماً، وأن الجاني الذي كان يحملها في حزام ناسف، فجّرها بتوصيل دائرة كهربائية وليس بأسلوب التفجير من بُعد. وأشار التقرير إلى أن المادة المتفجرة هي «تي ان تي» الشديدة الانفجار، وكانت مخلوطة بمسامير وقطع معدنية لإحداث أكبر عدد من الإصابات. ودعا البابا شنودة الثالث الأقباط في مصر إلى الهدوء عقب تظاهرات غاضبة استمرت حتى أمس في أماكن كثيرة في مصر وشهدت اشتباكات مع الشرطة وأسفرت عن سقوط عشرات الجرحى. لكن شنودة نأى بالمسيحيين عن المسؤولية في أحداث العنف، مؤكداً أن هناك الكثيرين من الذين «ركبوا الموجة» وهم بعيدون كل البعد عن المشكلة واشتركوا في الهتافات المسيحية (ضد قوات الأمن والتقصير المزعوم من السلطات لحمايتهم) و «كان أسلوبهم بعيداً تماماً من القيم»، مشيراً إلى أن هناك «قلة اندست وسط موجات الغضب وهتافاتهم تجاوزت كل أدب وكل قيم ووصلت إلى أمور لا نرضاها ولا تصدر عن أي مسيحي أو مسلم اتسم بالخلق الكريم». وأكد أن «بعضهم استخدم العنف وهو ليس أسلوبنا، فمن المؤكد أن هناك عناصر اندست وتكلمت باسم الأقباط وهم بعيدون من الأقباط». ودعا شنودة إلى «الهدوء». قائلاً: «يجب على كل إنسان أن يحسب ردود أفعال تصرفاته، لأنه بالانفعال ربما يخسر قضيته وحقوقه»، مؤكداً أن «أبناء مصر أقباطاً ومسلمين يكوّنون نسيجاً وطنياً واحداً». وطالب رئيس الكنيسة القبطية، في مقابلة بثها التلفزيون الرسمي، الحكومة المصرية بتلبية مطالب الأقباط خصوصاً في شأن بناء الكنائس.