القاهرة : هالة أمين عبوس الوجه ليس سوى تعبير عن حالة غضب أو كراهية لم تتمكن من الظهور، وهو لون من ألوان الاحتجاج المباح ضد التعسف أو الظلم أو الإهانة التي يظن الطفل أنها لحقت به. وتقطيب الوجه محاولة من جانب الطفل لمضايقة من حوله ومن يعيشون معه، بقصد التأثير فيهم، وجذب اهتمامهم ولفت نظرهم إلى ما يشعر به منذ ظلمٍ مسَّه، أو ضررٍ ناله، من سوء استخدام السلطة و كثيرا ما يوافق الآباء على مطالب عابس الوجه وينزلون لرغبته طلبا لراحة الضمير تجاه ولدهم، ولذا يلجأ كثيرٌ من الأطفال إلى عبوسِ الوجه كوسيلةٍ ناجحةٍ من وسائلِ الضغطِ ويؤكد خبراء علم النفس ان على الاباء أن يدركوا أنّ الطفل الذي تظهر عليه علامات تقطيب الوجه، له في الغالبِ مطالبٌ يودِّ الجهر بها، أو على الأقل في نفسه مضايقات يود أن يبوح بها .وفي هذه الحال، يتحتم على الاباء أن يبحثوا عن مصدر الألم، ويعملوا على إزالة أسبابه بشيء من الذكاء وحسن التصرف وليس ضرب الطفل أو بإجباره على الإقلاع عن موقفه، لأن القسوة والشدة من شأنهما أن يزيدا فيه الكراهية، وروح التذمر والانتقام فواجب كل أب و أم أن يقفوا مع مطالب الطفل موقف الفهم موضحين له أنهم يعرفون أسباب شكواه، وسيجعله هذا التوضيح يقلع شيئا فشيئا عن هذه الطريقة الصبيانية. وعلى الاباء أيضا أن يهيئوا للأطفال الفرص التي تمكنهم من اشباع رغباتهم ومطالبهم وأن يفتحوا لهم صدورهم للمناقشة . و كذلك عليهم أن يكفوا عن تأنيب الطفل في مناسبة وغير مناسبة، وألا يثوروا في وجهه لسبب تافه أو دون سبب، وألا يكثروا من لفت نظره والتعليق على كل ما يأتيه من أعمال، لأنّ أكثرَ حالاتِ العبوسِ قد يكون سببها لهجةٌ هجوميةٌ، أو عبارةٌ ساخرةٌ، أو كلمةُ تحدٍّ قُصِدَ بها.