التحرش الجنسي هو محاولة استثارة الأنثى أو الطفل جنسيا من دون رغبتهما، ويشمل اللمس أو الكلام أو المحادثات التليفونية أو المجاملات غير البريئة. والتحرشات الجنسية لها عواقب كثيرة، منها، أن الطفل قد يتلذذ بهذا الموقف ويستمر على ذلك، ويؤدي به إلى الانحراف إذا أهمل ولم يتلق النصح والحذر من ذلك، كما أنه يشعر بالخوف من الإفصاح لوالديه أو للكبار؛ خوفا من العقاب أو التندر عليه أو الاستهزاء به، ومن الجانب الثاني يخاف من المعتدي عليه؛ لأنه يهدده بالقتل أو بشيء آخر إن أفشى ذلك إلى أحد، وكذلك اتهامه بالكذب إذا كان المعتدي من الأقارب، كما في القصة التي روتها المواطنة السعودية في جريدتكم الغراء في العدد 1231، الصادر الثلاثاء 26 / 5 / 2009 بعنوان (لن أعيش في جلباب عمي)، وشرحت معاناتها مع عمها الذي لم يكن له وازع ولا ضمير يردعه عن هذه العمل الشنيع الذي لا يمت إلى الإنسانية بصلة. والتحرش يجعل الضحية تشعر بالإهانة من جراء هذه العملية، وقد يدفعه هذا العمل المشين إلى إكسابه صفة العدوانية، ويجعله يعتدي على الآخرين مثلما اعتدي عليه، وتكون الحلقة مفرغة في هذا الموقف، كما يمكن أن يجعله انطوائيا ومنعزلا يكره الآخرين، ولا يرغب في تكوين أي نوع من العلاقات الاجتماعية، كما أنه يصيبه بالأمراض والاضطرابات النفسية المختلفة كالنكوص أو الكآبة وأحيانا الانتحار أو الوسواس القهري، كما أنه يهز الثقة بالنفس ويجعل ثقة المتحرش بها ضعيفة مع الآخرين، وتجعله يفقد الثقة بكل من حوله وتجعله يعاني تأنيب الضمير الشديد طيلة حياته. إن التربية السليمة هي العلاج الأساس لهذه الظاهرة، وتكون من جانب الأم والأب، حسب ما تقتضيه الشريعة الإسلامية، كما أن أسلوب المصارحة والشفافية بين الأم مع بناتها والأب مع أبنائه يسهّل التعامل بينهما، كما أن ذلك سيدفع الأبناء إلى إخبارهما بأي شيء يحدث معهما. كما يجب الانتباه إلى أي سلوك غير طبيعي يحدث من الأطفال؛ لأن ذلك يمكن أن يكون مؤشرا لشيء حدث أو قد يحدث. وأقول في الختام إلى الجميع: «أن يتقوا الله سبحانه وتعالى في كل ما يصدر عنهم؛ لأنهم مسؤولون عن ذلك أمام الله سبحانه وتعالى»، وعموما يبقى التحرش الجنسي من أقبح ألوان الأذى للمرأة، وأبشع صور الظلم لإنسانيتها.